الأحد، فبراير 05، 2006

لا يا مفتي مصر ما هكذا تورد الإبل

وسوف أناقش بعض هذه الفقرات التي نسبت إلى مفتي مصر من باب بيان موقف الإسلام الحق والصحيح من الديانات الأخرى قياماً بواجب النصيحة للإسلام والمسلمين , وقياماً بواجب الأمانة العلمية التي سنسأل عنها بين يدي الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
يقول المفتي : " إنّ الإسلام يؤمن بالحوار ومدّ جسور التعاون مع أتباع الديّانات الأخرى ويؤمن باحترام المقدسات الدينية دون تمييز "
وأقول : لا ندري ما هي هذه الجسور ؟ ولا ندري ما هي المجالات التي يتم التعاون فيها بين الإسلام والديّانات الأخرى ؟ نرجو من مفتي مصر أن يبينها لنا ؟
وأين في القرآن والسنة الإيمان باحترام المقدسات الدينية دون تمييز ؟
هل نحترم معابد البوذيين والهندوك ونؤمن بقداستها ؟
وهل الإسلام يؤمن باحترام الصلبان التي يقدسها النصارى ويعبدونها ؟
وهل نؤمن بقداسة الكنائس وما فيها من مظاهر الشرك ؟
وهل عقيدة : (أنّ عيسى هو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة ): عقيدة مقدسة عند المسلمين؟
إنها عقيدة كافرة كما قال تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) وقال تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )
وهل نأخذ من قول المفتي : إنّ الإسلام يؤمن باحترام المقدسات الدينية دون تمييز
أنّ الإسلام وهذه الديانات كلّها تقف على قدم المساوات سواء بسواء دون تمييز للإسلام على غيره ؟ فأين أنت أيّها الرجل من قول الله تعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) - الصف : 9-
فالهدى ودين الحق خاصّان بالإسلام ,والأديان الباطلة تختص بالباطل والغي والضلال
ويجب أن يكون الإسلام هو العالي وهو الظاهر ,وكلمة الكفر هي السفلى وكلمة الله هي العليا
ونقول لأهل الإسلام ما قاله الله تعالى : ( ولا تخافوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
إنّ الله ليأبى هذه المساواة وكذلك الإسلام والمسلمون قال تعالى : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون
فكيف يرضى الله والمؤمنون بالمساواة بين الإسلام دين الله الحق وبين الديانات الكافرة الباطلة ؟ فهل تستوي الظلمات والنور ؟ قال الله تعالى : ( وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور ) ، ( فاطر 19-20)
.كتب الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي