الاثنين، يوليو 24، 2006

أقلام اغتالت شبابنا

القلم، أحد اللسانين، وهو اللسان الصامت، تختبئ عقول الرجال والنساء تحت أسنانه، وقد اقسم الحق بالقلم بقوله: «نون والقلم وما يسطرون». والقلم أول ما خلق الله تعالى من الخلق، قال صلى الله عليه وسلم: «أول ما خلق الله تعالى، القلم».والقلم خادم لأفكار حامله، وما يخطه ينشر بين الأنام، وينقش أثره في ألواح القلوب، فإن كان حامله من أهل الحق، تبسمت الكراريس والمقالات بما ينفع الناس، وان كان حامله من أهل الأهواء والبدع والفتن، تقيأ الورق من سموم خطه وأفكاره.وأفضل الأقلام هو القلم الجامع الذي قال عنه الإمام ابن القيم: «هو قلم الرد على المبطلين ورفع سنة المحقين وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها وبيان تناقضهم وتهافتهم وخروجهم على الحق ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام.. وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل» انتهى كلامه رحمه الله.
وفي المقابل، فللباطل أقلام عديدة أشرها وأخطرها قوم يقيسون الأمور بأهوائهم البدعية وبمناهجهم الفكرية والحزبية يلبسونها لباس الدين، فبأسنة أقلام هؤلاء لوثت أفكار الشباب وسالت دماء المسلمين، وها نحن نجني ثمار هذه الأقلام في كل يوم على أرض الواقع.فكم من كتاب أضلهم، وكم من رسالة أعمتهم تتقدمها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وهي في حقيقتها تدعو شبابنا للفتنة والضياع واستباحة الدماء، وقد حذرنا الله تعالى من هذا الأمر بقوله: «وان منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب»،
فهذه الأقلام السامة المتلونة لا تكتب الباطل محضاً، بل يخلط بالحق كما قال تعالى: «ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون»، فهذه الكتابات تخرج الشباب المسلم من الهدى إلى الضلالة، ومن السنة الى البدعة، ومن الجماعة الواحدة إلى الجماعات المتعددة، ومن الأمير الواحد إلى الأمراء المتعددين، ومن محبة المسلم إلى تكفير المسلم، ومن الأمن إلى الخوف ومن السلامة إلى الفتنة، ومن الحق إلى الباطل.
والسبيل للخروج من هذه الفتن ان نتمثل قول علماء الحق: «ان هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم»، أي يؤخذ هذا الدين من العدول الثقات المتقين، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله».فلا ينبغي لنا ان نأخذ ديننا وأصولنا العقدية ومفاهيمنا الشرعية من منظري الحركات السياسية الإسلامية البدعية واتباعهم فيضلوننا، أو ممن تربى في أحضان الجمعيات السياسية الخيرية أو من كانت الأحزاب والجماعات سلماً له للوصول إلى المناصب والمصالح، فإن من اقتات من موائد الجماعات والجمعيات سيكون أسيراً لأفضالهم، فالقول عنده قول الجماعة، والفكر فكر القيادة.فإذا أراد الأحرار منا النهوض بأمتنا وحمايتها من هذه المناهج واتباعها فلنسع لإيجاد رجال ونساء لا ينتمون لهذه الأحزاب ولا لجمعياتها السياسية، وان ادعى أصحابها بأنها خيرية، بل يحذرون من شرورها البدعية وفتنتها الخارجية مقتدين بذلك بالشيخ محمد بن الجراح رحمه الله، العالم الزاهد المتصدق الذي لم يسأل الناس شيئا والذي لم يرتض لنفسه ان يكون أسير الجماعات السياسية الإسلامية وأفكارها ومناهجها المنحرفة،
ولا بد لنا ان نعرف ان هذا الطريق، وهو الوقوف في مواجهة هذه التيارات المضلة، لن يكون مفروشا بالورود والرياحين، بل سيبرز العداء وليتقوا الله وليصبروا، فإن في ذلك نصرة لأمتهم وإحياء لمنهج الحق حين قال تعالى: «يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ان ذلك من عزم الأمور».قال شيخ الإسلام الإمام الزاهد أبو إسماعيل عبدالله بن محمد الهروي وقد كان إماما متقنا قائما بنصرة الحق ورد البدعة والمبتدعة: «عرضت على السيف (أي هددت بالقتل) خمس مرات لا يقال لي ارجع عن مذهبك ولكن يقال لي اسكت عمن خالفك، فأقول لا
اسكت».
الشيخ محمد بن عثمان العنجري حفظه الله
http://www.alqabas.com.kw/writersart...s.php?aid=2947

الاثنين، يوليو 17، 2006

السلفيون بريئون من الأعمال الإرهابية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، وبعد
فإنَّ الله أرسل رسوله بالهدى ، ودين الحق ؛ ليظهره على الدين كله ، ولو كره المشركون ، وإنَّ سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ترجمة عملية لشريعة الله سبحانه وتعالى ؛ التي أوحاها إليه ، والتي أمره الله باتباعها في قوله تعالى
ثمَّ جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتبعها ولاتتبع أهواء الذين لايعلمون * إنَّهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإنَّ الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الغدر ، والخيانة ، ويأمر بالصدق والعفاف ، والأمانة ، فقد كان صلى الله عليه وسلم : إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ، ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغزوا باسم الله في سبيـل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ، ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا ، وليدا رواه مسلم ، وفي رواية الطبراني في المعجم الصغير برقم الحديث 340 : ولا تجبنوا ، ولا تقتلوا وليدا ، ولا امرأة ، ولا شيخا كبيرا
فحرَّم الرسول صلى الله عليه وسلم الغدر ، وحرَّم الخيانة التي يستعملها الإرهابيون ، وحرم قتل النساء والأطفال ، والشيوخ ؛ الذين لايستطيعون القتال ولايُقاتلون ؛ حرَّم قتل هؤلاء ، وحرَّم الإفساد ، فالله سبحانه وتعالى يقول
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعا إنَّ رحمة الله قريبٌ من المحسنين وأخبر أنَّه لا يحب المفسدين ، وأخبر أنَّه لا يهدي كيد الخائنين .وعلى هذه الطريقة سار أصحابه ، فكانوا إذا أتوا قوماً من الكفار يدعونهم إلى الإسلام أولاً فإن أبو وكانوا أهل كتاب دعوهم إلى الجزية ، فإن أبوا أعلنوا لهم القتال ، وأخبروهم أنَّهم سيقاتلونهم ، فيقاتلونهم بعد الإعلان لهم ، أمَّا إذا كان الكفار وثنيين فإنَّهم يخيرون بين الدخول في الإسلام أو القتال ، ويقاتلونهم بعد إعلان القتال لهم
أمَّا ما يعمله الإرهابيون في هذا الزمن ؛ الذين يلبسون الأحزمة الناسفة أو يقودون السيارات المفخخة ، فإذا وجدوا مجموعة من الناس ، فجَّر اللابس نفسه أو فجَّر سيارته ونفسه ، فهذا أمرٌ ينبني على الخيانة ، فالإسلام بعيدٌ عنه كل البعد ، ولايقره أبداً .وإنَّ ما يُعمل الآن من الأعمال الإنتحارية في بريطانيا أو غيرها من البلدان ؛ إنَّما يعملـها ويخطط لها التكفيريون الخوارج ؛ الذين ذمهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله
يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان ؛ سفهاء الأحلام ؛ يقولون من خير قول البرية ؛ يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ؛ لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهــم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال : (( شرُّ قتلى تحـت أديـم السماء )) وقال : (( خير قتلى من قتلوه )) وقال : (( طوبى لمن قتلهـم أو قتلوه )) وقال : (( أين ما لقيتموهم فاقتلوهم فإنَّ في قتلهم أجراً عند الله )) وقـال عنهــم : (( كلاب النار )) وقال : (( لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عاد )) وفي رواية : (( قتل ثمود )) وقال عنهم : أما إنَّه ستمرق مارقةٌ يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثمَّ لايعودون إليه حتى يرجع السهم على فُوَقِه ومعنى مرق خرج من الجانب الآخر ؛ والخوارج يمرقون من الدين ؛ أي يخرجون منه لايعلق بهم منه شيء.
وعلى هذا فمن المعلوم أنَّ الإسلام بريءٌ من هذه التصرفات الهوجاء الرَّعناء ، وإنَّه ليشجب فاعليها ، وينكر أفعالهم .وإنَّ الذين يتهمون السلفيين الذين يتبعون كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويسيرون على نهج الصحابة ؛ إنَّ الذين يتهمونهم بالتفجيرات في بريطانيا أو غيرها ؛ والتي تشتمل على قتل الأنفس ، وإتلاف الأموال ، وإراقة الدماء ، وإخافة الناس ، والخروج على الدولـة . إنَّ الذين يتهمون السلفيين بهذا هم الذين يفعلون هذه المناكر ، ويريدون أن يلصقوها بغيرهم هم أصحاب تنظيم القاعدة ؛ الذين يتابعون أسامة بن لادن ، والمسعري ، وسعد الفقيه ، وأمثالهم لأنَّ هؤلاء تربوا على كتب المكفرين من أمثال سيد قطب ، ومن معه في هذا المنهج الخاطـئ الذين يكفرون أمَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم بغير حق ؛ بل يكفرون بالمعاصي ، والمعاصي لايسلم منها أحد . والحقيقة أنَّه لايجوز أن نكفِّر أحداً من المسلمين إلاَّ من كفره الله سبحانه وتعالى كالمشركين شركاً أكبر ؛ قال الله عز وجل :
ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنَّ عملك ولتكوننَّ من الخاسرين ( وقال سبحانه : ) ومن يدع مع الله إلهاً آخر لابرهان له به فإنَّما حسابه عند ربه إنَّه لايفلح الكافرون ( وقال سبحانه وتعالى : ) ولاتدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين ( وقال سبحانه وتعالى على لسان عيسى بن مريم أنَّه قال : ) يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنَّه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار
هذه هي الحقيقة التي لايجوز لأحدٍ أن يحيد عنها ، ومن زعم خلاف ذلك من المكفرين ؛ الذين يكفرون الموحدين المصلين الصائمين فهو مبطلٌ ، وداعٍ إلى الباطل ؛ هذه هي الحقيقة التي لايجوز الشك فيها ، ولا الميل عنها ، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أملاه الشيخ / أحمد بن يحيى النَّجمي 22 / 7 / 1426 ه