الخميس، أكتوبر 13، 2011

ثمرة الكلام و مسؤولية القائل

الإنسان مهما حرص على تكميل نفسه بالعلم والعمل لن يستطيع أن يخرج من حقيقة أن النقص مسئولٍ على جملة البشر . ومن فعل البشر كلامهم .



كلام الله – عز وجل – له الكمال المطلق التام ، دلالته في عمومها وخصوصها ، في إطلاقها وتقييدها ، كّلها حقٌ يجمع بعضه إلى بعض ، فكلُّ دلالاته ولوازمها – بكافة أنواع الدلالة حقٌ يجب التسليم له والإنتفاع به .
وكذلك كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – من الوحي الذي تجري عليه أحكامه .
كلام البشر قد تدخله أمورٌ تؤثر في المعاني التي يؤدّى بها ، سواءٌ كان في إختيار الآلفاظ ، أو تركيب هذه الألفاظ وبناء الجمل ، وفي التعبير بها .
ولما كانت هذه التصرفات من البشر في كلامهم وسبكهم لها أثٌر في المعاني والفهم، قال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - : "لعلّ أحدكم أن يكون ألحنُ بحجته من أخيه فاقضي له على نحو ما أسمع ، فمن قطعت له من حق أخيه شيء ، فإنما أقطع له قطعةً من النار" . – أو فيما معناه - .
ومن هنا جاءت الأدلة الشرعية الكثيرة المحذرّة من أسلوب أهل الباطل ، وأنهم يستعملون من الألفاظ والأساليب والتراكيب ما يقصدون به التأثير على المستمع ليقبل ما يقولونه ويزعمونه حتى لو كان معارضاً للدليل الشرعي ، حتى أنَ النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – عاب طريقة أهل الباطل ، وشبه تصرفهم في ألفاظهم بأقبح التشبيه ، فقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : "إنَّ من البيان لسحرا" .
وذلك لما يحصل به من قلب حقائق المعاني فيؤثر في الناس بالباطل .
وفي كلام الله – عز وجل – القرآن وصف ذلك بزخرف القول كما قال الله تعالى : "يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً" .
وهذا بابٌ واسِعٌ بينتهُ الأدلة الشرعية وحمت المسلمين من طرق الباطل .
والمقصود التنبيه عليه هنا : أنّ المتلقي للكلام عليه واجبٌ شرعي مثلما أنَ المتكلَم عليه واجبّ شرعي .
فلا يُعْفِي المسلم المستمع المتلقي نفسه من المسئولية في التحري والإستعانة بالله – عز وجل – على حسن التفّهم والحكم على الكلام ، فإنَ المبطل بزخرف القول لن يروج باطلة إلاّ على محل قابل يروج عليه الباطل لتقصيره في طلب الحق وتحكيمه .
فحين يسأل – مثلاً – شيخ أو طالب عن رأس من رؤس البدع والضلال ، والفساد والإفساد ، بإتفاق علماء السنة ، فيجيب المسئول : بالإقرار بوجود أخطاء عنده ، وبالنهي عن القراءة له – للمبتدأين خاصة – مع نوع إعتذارٍ باطِنٍ له ، والإشارة إلى وجود شيء من الفوائد في كلامه ، ويغلّف ذلك كلَه بثوب العلمية المصطنع والمشيخة والهدوء ، ويستفز المشاعر أوّل إجابته أنه مستهدفٌ ليُصَّنفُ أو يسقط من قبل غلاة الجرح المتربصين بالدعاة الدوائر ، وأنه يحتمل أنهم هم الذين زجّوا له بهذا السؤال ، ثمّ يظهر ثوب النسك والديانة والشفقة لإحتمال أن يكون السائل حسن القصد مغررٌ به ، فيجيب بما حاصله ما تقدّم ، فيتلقى بعض الشباب هذه الإجابة فيمرض قلبه ، وتتداخل مذاهب البدعة والسنة في نفسه .
فيا أخي الشاب المؤمن الصادق قم لله – عز وجل – قومة صدق ، واعتصم بالسنة بكلّ قوتك ، واضرع إلى الله – عز وجل – يغيثك ، وإهتك أستار الحيّل ، وانفض بهرج القول ، ولا تترك نفسك في هذه الأجواء والكلمات فإذا بنور السنة يختلط في قلبك و يضعف وميضه ..!
(المسئول عنه سيّد قطب ، والمجيب....... اضغط هنا)

بقلم الشيخ أحمد حسين السبيعي

السبت، أكتوبر 01، 2011

طريقة مختصرة للقضاء على الخلاف سمّوا لنا رجالكم بصدق




من المصائب والحيل والغش في مسألة الخلاف ، طريقة معالجة الجماعات الإسلامية للخلاف أنهم يتحاشون
- ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً – التحديد الدقيق للمسألة المختلف عليها ، وتحديد الشخص المعيّن المختلف عليه .
لإنّ تحديد المسألة والشخص يضع الأمور في نصابها الصحيح ، ويحكم المداخل للحكم عليها وعليه بما يليق .
يضاف إلى ذلك تهويلهم في شأن الخلاف ، وإثارة الآلام والأحزان والمصائب التي تحصل بسببه – على طريقتهم السياسية المعتادة في تحريك العواطف حتى تعمى القلوب والعقول - ، وذكر مسائل كثير في الخلاف ، ومسائل دقيقة – يكون أهل العلم قد قالوها في أحوال معينة دقيقة - ، وكأن الله – عز وجل قد تركنا – عياذاً بالله – في عماية وجهالة وصعوبة في المسائل الواضحات في ديننا ، والتي نحتاج إلى تعرف حكم الله فيها .
الله – عز وجل – أمرنا في مسائل بالاجتماع وترك الخلاف ، كما قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) ، وقال تعالى : (منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون) ، وقال تعالى : (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات) ، وقال تعالى : (إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً ليست منهم في شيء) ، وكذلك أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم – في أحاديث كثيرة بالاجتماع وترك التفرّق ، كما في حديث ابن مسعود – رضي الله عنه – حين خط خطاً مستقيماً في الوسط ، وخطّ عن يمينه وشماله خطوطاً ، ثمّ تلى قول الله – عز وجل - : "وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله" ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميه – رضى الله تعالى – عن هذا الحديث أنه من تأمّل ما وقع في الأمة من تفرق واتباع للأهواء والبدع علم حقيقة مراد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم من هذا الحديث .
وكما في الحديث العظيم الذي أخبر به النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أن هذه الأمة ستفرق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النار إلا واحدة ، وهي الجماعة ، وهي ما كان علي النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وأصحابه . والأدلة في ذلك وكلام أهل العلم كثيرة بفضل الله وكرمة ورحمته .
فمسائل أصول السنة ، واعتقاد أهل السنة ، مما يجمع الإجتماع الصادق عليه ، وترك الخلاف فيه ، ومّما يدخل في أصول السنة – بالإجماع – مسألتي معاملة الحكَام ، ومسألة معاملة أهل البدع .
وهاتين المسألتين – في الغالب والإفان النزاع بين الجماعات والسنة أعمق – هما المحك العملي الذي تعظم به الفتنة جداً في هذا الزمن ، لإنّ الصدق في الإيمان بهما – ولا أقول مجّرد العلم أو الكلام بتقرير مذهب أهل السنة فيهما والعمل بموجبهما ، وإلتزام لوازمهما ، من الحب في الله – عز وجل - ، والبغض فيه – تبارك وتعالى - ، يوجب فرقاناً بين السنة والجماعات الإسلامية السياسية لا تريده هذه الجماعات ولا بطانتها .
ومن المسائل ما قد يرد الخلاف فيه – أو أن صاحبه قد خالف الحق فيه لجهله به فقط - ، وأكثر أمثلة هذا النوع – في الغالب – في مسائل العلم المشهور الخلاف فيها في الأحكام مما إختلف فيه سلفناً الصالح – رحمهم الله تعالى - ، فَيَسَعُنَاَ أن تختلف فيها ، وأن يَرُدَ البعض على البعض فيها – أيضاً ، كما كان عليه سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى وكما قال الإمام مالك رحمه الله - : ما منا إلا راد ومردود عليه ، وقالوا : كلُّ يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذا القبر – صلى الله عليه وآله وسلم - .
مثل مسألة وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في الجهرية ، ونحو ذلك من المسائل الكثيرة التي أوجب الله – عز وجل – فيها الفزع إلى الأدلة الشرعية المفصلة كما قال تعالى : "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء فردوّه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً" ، وقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : "إذا إجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر ، وإذا إجتهد فأصاب فله أجران" – أو ما معناه - .
فحكم الله – عز وجل – في معالجة الخلاف وأنواعه واضح وكامل ومحسوم وبَيّن ، إذاً فلماذا يكثر الجدل والخلاف جداً حول سبل معالجة الخلاف ؟
حتى أنّ هذه المسألة تبقى حيّة على مر السنين ، وتبذل الجماعات الإسلامية السياسية – ودعاتها – جهوداً متواصلة في إثارتها ومعالجتها والكلام فيها .
فالسبب واضح جداً عند من نوّر الله – عز وجل – قلبه وبصيرته بالحق والسنة ، وهو أنهَم لا يريدون أن يحكموا حكم الله الصحيح الواجب في أعيان المسائل التي يختلف فيها والأشخاص الذين يختلف فيهم .
فما لا يجوز الخلاف فيه مع التهويل ، والتعميم ، وتكثير الكلام حول أسباب الخلاف يقربونه ويجعلونه مما يسوغ الخلاف فيه، وإفسادهم في السنة بيَن – مثل سيَد قطب وعبدالرحمن عبدالخالق – لا ينطبق عليهم – مع التهويل والتعميم وتكثير ذكر أسباب الخلاف ودقة مسالكة – لا ينطبق عليهم وصف البدعة ويقربون من حكم العلماء المجتهدين ..!.
فإذا سمعت عن محاضرة أو كتاب أو كلام – للجماعات الإسلامية السياسية ودعاتها – عن الخلاف ، فأعلم علم اليقين أنهم يريدون أن يوهنوا من الفرقان الذي تعالج به دعوة السنة الخلاف .
وفتش عن المسألة المختلف عليها عينياً ، وعن الشخص المختلف فيه ، فستدرك تماماً أن كل هذه البحور المتلاطمة من الكلام والمحاضرات والقواعد والأمثلة والأخلاق – في الخلاف ليس بسببها أن مسألة الخلاف عويصة وشائكة إلى هذا الحد ؟؟
ويحضرني – سبحان الله – مثالين من أمثلة الكلام في الخلاف : فكتيّب يجعل مسائل الخلاف في السنة من الفتن التي يجب إعتزالها ، والحذر منها ، ثمّ يطعم هذا الكلام بوجوب ترك الخلاف للعلماء ! .
وكتيّب آخر – لبعض الإخوان المسلمين – يتجاوز الخلاف في الاعتقاد ليتكلم عن الخلاف في الفقه وأسبابه .
وهكذا في مئات – بل ألوف – من الأشرطة والكتيبات ، ويغنيك ويهديك ويعصمك أن تنظر في مصدر الكلمات ، فإن رأيته من جهة الجماعات الإسلامية السياسية ، وكنت صادقاً في النجاة بنفسك ودينك ، فاعمل بهدي نبيك – صلى الله عليه وآله وسلم – وهدي السلف الصالح ولا تستمع ، ولا تقرأ ، فيقع في قلبك شبهاً قد يصعب عليك تخليص نفسك منها – إلا أن يشاء الله - .
إنَ كل هذه الجهود هي من إستماتة العاجز ، ومحاولة اليائس ، في أن يجعل قضية ومسألة أو شخصاً معيناً مما يسوغ فيه الخلاف ، ويكون حكم الله – عز وجل – الواضح البَين – بفضله سبحانه – بموجب أصول السنة ومذهب أهلها أنه لا يجوز الخلاف فيها أو فيه .
قال تعالى : "ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق ، وإن الذين إختلفوا في الكتاب لقي شقاقٍ بعيد" .
ملاحظتين خاتمتين :
1- أن هناك مسائل أخبر الله – عز وجل – أن الخلاف فيها لا ينتهي ، فيجب شرعاً أن تكون فيها مع الحق والسنة كما أمر الله – عز وجل - .
2- قلت في العنوان : "سمو لنا رجالكم (بصدق) : إشارةً إلى أن إختيار الرجال عند أهل الأهواء في هذا الزمن مبنيٌ على ترتيب وسياسة ، وليس مبنياً على النصح للسنة ودعوتها .
قال – صلى الله عليه وآله وسلم : "من يعيش منكم بعدي فسيرى إختلافاً كثيراً ، فعليكم سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواخذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، واسمع وأطع وأن تأمر عليكم عبد حبشي" .




بقلم الشيخ أحمد حسين السبيعي

ورحمتي وسعت كلّ شيء





رحمة الله – عز وجل – صفةُ عظيمةُ لربنا – تبارك وتعالى - ، لا يزال المؤمنون يعلّقون قلوبهم ورجاءهم بها ، بعد بذل الأسباب التي جعلها الله عز وجل – سُلّماً لنيل فضله ورحمته .
ولذا فإنّ اسمي ربنا – تبارك وتعالى – (الرحمن الرحيم) يتصدران أسماء الله – عز وجل – في الذكر فيكررهما المؤمن مرات ومرات في اليوم الواحد في الفاتحة :
(الحمدلله رب العالمين ، الرحمن الرحيم) مقرونين مع اسم ربنا : الله – عز وجل ، وكما في قول الله – عز وجل - : "وهم يكفرون بالرحمن ، قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكّلت وإليه متاب" (الرعد : 30) .
فذكر في هذه الآية الكريمة الأسماء الثلاثة التي ذكرها في الفاتحة ، وهي : الرب ، الإله ، الرحمن .
فالإله المعبود – وهو الله – يتعلّق به الغاية العظمى التي خلق من أجلها ، وهي عبادة الله – عز وجل - ، ومحبته ، والتذلل له ، ولهذا يكون أكثر الذكر المشروع باسم الله.
واسم (الرب) – عز وجل – يتعلّق به معنى أن الرب هو المربي لعبده : الذي إبتدأ خلقه ، ثم ينقله في أطوار حياته ، ثمّ يمدّه بكل ما يقوم به كيانه وحياته ، فهو الخالق الرزاق الناصر الهادي ، ولذلك يأتي ذكر هذا الإسم دائماً مع الإستعانة بالله – عز وجل – ومسألته ، ويأتي أكثر سؤال الله – عز وجل – باسمه (الرب) ، كما في قول الله : (رب اغفر لي ولوالدي) وقوله (ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) وقوله (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) وغيرها من الآيات.
واسم الله – عز وجل – (لرحمن) الذي فيه اتصاف ربنا – تبارك وتعالى – بالرحمة الكاملة يدفع العبد لكمال التعلّق باسمي (الله ، والرب) ، ويدفعه دفعاً للرجاء والعمل والتعلّق بأسباب تحقيق معنى الإسمين الله والرب ، بعبادة الله – عز وجل – وحده ، وكمال التوكلّ عليه والاستعانة به .
وليس هذا هو البحث المقصود هنا ، لكن البحث المقصود هو أن رحمة الله – عز وجل – لعباده تكون في الدنيا بأشياء قد لا تخطر على بالهم ، لأنَ أفعال الله – عز وجل – لا يدرك الإنسان كل الحكم المتعلقة بها .
وقد جاء في بعض الآثار – فيما أذكر – أن الله – عز وجل – يبتلي عبده بالمرض ، فيسأله العبد رحمته ، فيقول الله – عز وجل – وكيف أرحمه مما به أرحمه ، يعني أن هذا البلاء أو المرض أو غيره من الأمور التي يكرهها الناس تكون رحمةً لهم – ما داموا يتقون الله عز وجل حق تقاته .
وكلّنا يذكر أمر الله – عز وجل – للخضر بقتل الغلام في سورة الكهف حتى لا يؤذي والديه عند كبره ، فهذا رحمةً من الله – عز وجل – بالوالدين ، وان كان ظاهره الألم والأذية .
فرحمة الله – عز وجل – لا تأتي على الإنسان بموجب ما يظنه أو يقدره عقله ، ومن رحمة الله – عز وجل – العظيمة الصريحة والواضحة بعباده في الدين : بقاءً الطائفة الناجية المنصورة التي يبشرَ بها النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وحثّ المسلم وأوجب عليه أن يكون منها ، والتي تذكَّر بالأمر الأوّل ، والدين العتيق ، والحق الذي كان عليه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وأصحابه ، وتجاهد عليه تبعاً لنبيها – صلى الله عليه وآله وسلم – الذي يبعث ليعدل الملل العوجاء .
ويقابلهم فرق ، وفرق ، تبغضهم ، وتحاربهم ، وتكيد بهم ، وتجلب عليهم ، وتثير الأهواء والشبهات ، وتكذب عليهم ، وتظلمهم ، وتصوّر مذاهبهم على غير الحقيقة .
فمن رحمة الله – عز وجل – وجود هذه الطائفة الناجية ، وجهادها ، ومن رحمة الله – عز وجل – العظيمة أنَ كثيراً من هذه الطوائف يظهرون ولو تمثيلاً – الاعتراف لأئمتهم – ابن باز والآلباني وابن عثيمين – رحمهم الله تعالى – وربيع – وإن رغمت أنوف – بالفضل والعلم والحق والسنة والنصيحة .
وهذا الإعتراف منهم قد يكون أحياناً من أسباب لبس الحق بالباطل في نفوس كثير من المسلمين ، فتستثمر الجماعات هذه الإعتراف في تزكية نفسها ومذاهبها ، فيعظم اللبس ، وتكبر المحنة ، لكن من رحمة الله – عز وجل – يبقي الطريق مفتوحاً أمام من شاء الله هدايته للسنة حين يقف على حقيقة مذاهب هؤلاء الأئمة والفرق بينها وبين مذاهب الجماعات ، فنسأل الله لنا وللمسلمين رحمته وفضله فإنّه لا يملك رحمته وفضله إلاَ هو .






بقلم الشيخ أحمد حسين السبيعي

السبت، أغسطس 13، 2011

هل للكافر ولاية على المسلمين؟

الكافر ليس له ولاية على المسلم ويجب جهاده وتبديله

ولكن تبديله من الجهاد والجهاد مشروط بإعداد العدة والقوة ومن قبله الإعداد النفسي الإيماني المتمثل بكلمتي الألباني ( التصفية والتربية )

كما أنه لابد أن يكون جهادا لرفع راية ( لا إله إلا الله ) وليس جهادا لخبز ومنصب وسعة عيش وغيرها من أمور الدنيا المباحة
فضلا أن يكون جهادا لكفر ومحرم كمن يخرج لإقامة الديمقراطية ودين المساواة بين الأديان والأجناس !!

فقد نهانا صلى الله عليه وسلم عن الجهاد تحت راية عمية ، فما بالك بالجهاد تحت المناداة بالديمقراطية والمساواة الكفرية ؟!

والجهاد يكون بشرع الله لا بشرع الكفار
فأي عقل اليوم يرضى بجهاد دون سلاح ؟! بل وينادى فيه بترك السلاح ؟! وأي عقل ينادي بجهاد عن طريق المظاهرات ؟!
لا عقل ولا شرع ينادي بذلك
اللهم إلا عقول وشرع الكفار وهو الاستناد على القوانين الدولية العالمية التي تجرم قتل العزل من السلاح وتهدد من يفعله بالمعاقبة فيخرجون استنادا على هذه القوانين من قوانين الكفار !
ويحتكمون لها فلا يجنون من ورائها إلا الدمار !
احتكاما منهم لغير شرع الله واستغاثة - ليس بالله - وإنما بتدخل الكفار إذ بضرب العزل منهم ستتدخل القوات الدولية !!
ومن اتكل على شيء وكل إليه

اللهم فرج عن إخواننا المنكوبين وارفع الظلم عنهم وأزل الظالم بعدلك وشرعك بأيدي عباد لك دانوا بدينك ونادوا بوحدانيتك

بقلم جاسم الكوهجي

الخميس، يوليو 28، 2011

حكم التطريب و التلحين و السجع بالدعاء

لا يوجد دليل على التغني و التطريب بدعاء القنوت. و الأصل في العبادات المنع لقول النبي صلى الله عليه و سلم:
(مَن أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَد ) رواه البخاري
فكيف نتعبد الله بما لم يشرع؟


(وعلى الداعي ألاّ يشبِّه الدعاء بالقرآن فيلتزمَ قواعد التجويد والتغني بالقرآن فإن ذلك لا يعرف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم .)
فتوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية 6/76 برقم (21263)وتاريخ20/12/1420هـ


أنّ التغني والتطريب بالدعاء من أسباب رده وعدم قبوله لأنه اعتداء في الدعاء
قال الكمال بن الهمام الحنفي (ما تعارفه الناس في هذه الأزمان من التمطيط والمبالغة في الصياح والإشتغال بتحريات النغم إظهارا للصناعة النغمية لا إقامة للعبودية فإنه لا يقتضي الإجابة بل هو من مقتضيات الرد وهذا معلوم إن كان قصده إعجاب الناس به فكأنه قال اعجبوا من حسن صوتي وتحريري ، ولا أرى أن تحرير النغم في الدعاء كما يفعله القراء في هذا الزمان يصدر ممن يفهم معنى الدعاء والسؤال وما ذاك إلا نوع لعب فإنه لو قدر في الشاهد سائل حاجة من ملك أدى سؤاله وطلبه بتحرير النغم فيه من الخفض والرفع والتطريب والترجيع كالتغني نسب البتة إلى قصد السخرية واللعب إذ مقام طلب الحاجة التضرع لا التغني فاستبان أن ذاك من مقتضيات الخيبة والحرمان। ا.هـ (فيض القدير1/229)


فلو سألت الخطيب هل تتغنى بالدعاء و أنت منفرد؟ و هل تتغنى بالدعاء و انت ساجد ؟ لقال لا
اذا نقول لمذا التطريب و التغني بالدعاء أمام الناس و تغيير صفتها من دعاء الى موعظة؟


ذَكَرَ شيخ الاسلام أنّ إدخال الألحان في الصلوات هي من طريقة النصارى حيث قال في الفتاوى 28/611 : (وكذلك إدخال الألحان في الصلوات لم يأمر بها المسيح ولا الحواريون )ا।هـ،


نهى السلف عن السجع بالدعاء
قال ابن عباس رضي الله عنهما لمولاه عكرمة (انظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الإجتناب .. ).رواه البخاري.
( ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة فيتخير ألفاظاً مفقرة ، وكلماتٍ مسجعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معول عليها فيجعلها شعاره ، ويترك ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكل هذا يمنع استجابة الدعاء )ا.هـ. القرطبي 7/226

الخميس، يوليو 21، 2011

حكم جمع التبرعات في المساجد

صفة أهل الحق أن لا يسألون الناس شيئا
قال الله تعالى:
اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ( 21 ) يس

قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ( 86 ) ص

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

ألا تبايعوني ، على أن تعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا ، و أن تقيموا الصلوات الخمس ، و تؤتوا الزكاة ، و تسمعوا و تطيعوا ، و لا تسألوا الناس شيئا ؟
صحيح الجامع – 2646 صححه الالباني

المتسولين بالمساجد اساءوا إلى العلم و الدعوة। يقوم الخطيب فيهم يذكر الناس بالجنة و النار ثم يقول هاتوا أموالكم و الله عز و جل يقول:


وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ । إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ [محمد:37]
قال قتادة :علم الله أن في مسألة الأموال خروج الأضغان (تفسير ابن كثير)

قال الامام المحدث مقبل الوادعي رحمه الله:
"ولسنا ندعو الناس إلى أخذ أموالهم، ولو ذهبت إلى أي بلد من البلاد الإسلامية فلن ترى سنيا يقوم ويعظ الناس حتى يبكيهم، ثم بعد ذلك يفرش عمامته عند الباب।"

http://www.muqbel.net/files.php?file_id=5&item_index=3

" فالحرام هي الحزبية وفرقة المسلمين وضياع أوقاتكم في الشحاذة جمع التبرعات ليست من سمات أهل السنة" (ذم المسألة ص39 )

قال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
فينبغي أن المساجد أن ما تكون مكان للسؤال و الصناديق و التبرعات يشغلون الناس 


http://www.alfawzan.af.org.sa/node/11019


فلا تعطي صدقاتك اللجان و الجمعيات و قم بتوزيعها بنفسك لما لذلك من الفوائد الشرعية منها :-
1- الابتداء بالفقراء من الأقارب
2- تحسس حاجة المساكين لتعلم فضل الله عليك
3- تتحقق من وصول الصدقة لمستحقيها
4- لتنفق يمينك ما لا تعلم شمالك
5- تكون ذخر عند الله مع اخلاص النية


قال الشيخ محمد بن عثمان العنجري حفظه الله:


(كثير من مشايح و قيادات الجماعات السياسية الاسلامية يجوزون تسخير زكوات المسلمين لخدمة افكارهم و احزابهم و تنظيماتهم)
و قال:

(إن الجماعات السياسية الاسلامية في العالم الاسلامي و مراكزها و جمعياتها الخيرية قد امتهنت جمع الزكاة بل اصبح هذا الامر من اولوياتها)

جمع المادة أخوكم سليمان خالد الرومي

الأربعاء، يوليو 06، 2011

الأدلة الثابتة أن عقيدة أهل السنةتوجب طاعة ولاة الأمر بالمعروف

وجوب طاعة ولاة الأمر و إن صدر منهم ظلم

قلنا يا رسول الله : لا نسألك عن طاعة من اتقى و لكن من فعل و فعل ، فذكر الشر فقال : اتقوا الله و اسمعوا و أطيعوا। السنة لابن أبي عاصم صححه الالباني




اسمعوا وأطيعوا ، وإن استعمل حبشي ، كأن رأسه زبيبة .رواه البخاري




يا نبي الله ! أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا ، فما تأمرنا قال ( اسمعوا وأطيعوا । فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ) । رواه مسلم




إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها । قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : أدوا إليهم حقهم ، وسلوا الله حقكم .رواه البخاري




إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون . فمن كره فقد برئ . ومن أنكر فقد سلم . ولكن من رضى وتابع قالوا : يا رسول الله ! ألا نقاتلهم ؟ قال : لا . ما صلوا ( أي من كره بقلبه وأنكر بقلبه ) . رواه مسلم




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يكون بعدي أئمة ، لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس। قلت : كيف أصنع إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك ) رواه مسلم .




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه ، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية ) متفق عليه



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عليك السمع والطاعة ، في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك ) رواه مسلم




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصيةٍ فإن أُمر بمعصيةٍ فلا سمع ولا طاعة ) । رواه البخاري ومسلم




دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه। فكان فيما أخذ علينا، أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا. وأن لا ننازع الأمر أهله. قال (إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان). رواه مسلم .قال العلماء كما حكاه النووي : {والأثرة: الإستئثار والإختصاص بأمور الدنيا عليكم. أي: اسمعوا و أطيعوا و إن اختص الأمراء بالدنيا، و لم يوصلوكم حقكم مما عندهم.}




بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر. والمنشط والمكره. وعلى أثرة علينا. وعلى أن لا ننازع الأمر أهله. وعلى أن نقول بالحق أينما كنا. لا نخاف في الله لومة لائم. رواه مسلم




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم। ويصلون عليكم وتصلون عليهم. وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم) قيل: يا رسول الله! أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال (لا. ما أقاموا فيكم الصلاة. وإذا رأيتم من ولا تكم شيئا تكرهونه، فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يدا من طاعة). رواه مسلم




عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال (من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، مات ميتة جاهلية. ومن قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلة جاهلية. ومن خرج على أمتي، يضرب برها وفاجرها. ولا يتحاش من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه). رواه مسلم

السبت، مايو 28، 2011

طريق النصح للمسلم و الكافر و الأمير

قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
"فالواجب على الداعي إلى الله أن يتحمَّل، وأن يستعمل الأسلوب الحسن الرفيق اللين في دعوته للمسلمين والكفار جميعًا، لا بد من الرِّفق مع المسلم ومع الكافر ومع الأمير وغيره، ولاسيما الأمراء والرؤساء والأعيان، فإنهم يحتاجون إلى المزيد من الرفق والأسلوب الحسن، لعلهم يقبلون الحق ويؤثرونه على ما سواه، وهكذا من تأصلت في نفسه البدعة أو المعصية، ومضى عليه فيها السنون؛ يحتاج إلى صبر حتى تقتلع البدعة وحتى تزال بالأدلة، وحتى يتبين له شر المعصية وعواقبها الوخيمة، فيقبل منك الحق ويدع المعصية.

فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق، والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله وإثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات.

ويلحق بهذا الباب ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي قد تسبب شرًّا عظيمًا على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبة التي هي أحسن، فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات، ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم.

ولا شك أن هذا الأسلوب يضر الدعوة والدعاة، ويمنع انتشارها، ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب لكن يحصل به ضده، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها، أو يقضي عليها ولا حول ولا قوة إلا بالله".
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 6/417).

الأحد، مايو 15، 2011

ابن لادن والجهاد الأفغاني...!





إذا كذب على الله – عز وجل –، فما أسهل أن يكذب على غيره؛


تاريخ الجهاد الأفغاني ضد الروس أمّر تدخلت فيه الدول الكبرى، ودول أخرى، وصار حلبة متوسطة في الصراع بين قطبي الأرض آنذاك أمريكا وروسيا، التقى رؤساء المجاهدين بالرئيس الأمريكي ريغان 1983م، ودعمت السعودية – وعلماؤها – الجهاد الأفغاني دعماً قل نظيره، عاشه المسلمون حياة ولم يعلموه فقط؛ واشتعلت الحرب بين الأفغان – والدول التي تدعمهم – والاتحاد السوفيتي وحاكمه المزروع في كابول، ولا يهمنا سياق أحداث الواقع أو السياسة، لكن المهم ذكر الحقائق الكبرى التاريخية الواضحة في هذا الجهاد؛ فبعد اتضاح المعادلات، وتدفق الصدقات، وفتح الممرات، ودارت رحى الجهاد، جاءت الجماعات الإسلامية السياسية فرأت القتال والجهاد قائماً، السعودية تناصره، والمسلمون متعاطفون، والأهداف واضحة، فسلكت هذه الجماعات في الجهاد مسالك:-



1- القطبيون الجهاديون التكفيريون الذين رأوا في الجهاد متنفساً وملجأً ومعاذاً لهم فهرولوا إلى بشاور – وقد قال بعض المحللين أن بعض الأنظمة غضت النظر عنهم وعن تسربهم إلى هناك حتى تتخلص منهم في الجهاد الذي دارت رحاه إلا أنهم أذكى من أن يضحوا بأنفهسم في غير أهدافهم الحقيقية التي هي الطواغيت الحكام القابعين على صدور المسلمين بحسب إعتقادهم.



2- القطبيون السروريون اتخذوا من الجهاد وسيلة لمدارس مجانية على السلاح والقتال والتدريب والتربية ليوم مواجهة الطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله.



3- والأخوان المسلمون صرح مرشدهم بأنهم يمدون الأفغان بأنواع المدد إلا الرجال تبعاً لتصريح قائدهم في أفغانستان سياف بأننا بحاجة إلى المال لا إلى الرجال ولا مانع من استثمار الحدث كالعادة في إلهاب مشاعر الجماهير المسلمة، وترسيخ طريقة الإخوان السياسية في التدين، واستدرار الصدقات.
فجاء عبدالله عزام الإخواني المشهور الذي طعن على الألباني – رحمه الله – لإنه نقد سيد قطب – فإنشق عن الخط العملي للإخوان في هذه المسألة وشارك في الدعوة الصريحة للجهاد في سبيل الله –عز وجل – فعلياً، فأحاط بعبدالله عزام الجهاديون التكفيريون القطبيون وتشكل له كيان خاص.
هنا جاء هذا الشاب السعودي المليونير أسامة بن لادن لينضم إلى ركب الجهاد، ويجذبه عبدالله عزام إلى معطفه، ويصنع منه أيقونة لجذب الشباب إلى الجهاد، فهو المليونير الذي زهد في الدنيا، وأقبل للتضحية بنفسه.
فصارت بطانته الكاملة والتامة كل هذا الخليط من الجهاديين والتفكيريين والإخوانيين والقطبيين بكل أنواعهم.
خشى القطبيون في السعودية أن يسحب شبابهم الذين تربوا في أحضانهم فتضيع جهودهم وتذهب قاعدتهم؛ فتصدوا لدعوى وجوب الجهاد، وتولى سفر الحوالي الرد على عبدالله عزام من غير منع للشباب – كما تقدم – من السفر إلى أفغانستان لتلقي التدريبات المجانية التي تصب في مصلحة الدعوة في النهاية لتغيير الأنظمة. إذ أن مبدأ القطبيين وعقيدتهم آنذاك – عدم جواز الإنخراط في العمل السياسي بحجة التغيير لإن الأنظمة وبناءها هي كفر أكبر وجاهلية، وما أسس على باطل فهو باطل – كما أفنى سيد قطب قلمه في الظلال وغيره في شرحه وترسيخه.



تبلورت شخصية ابن لادن التكفيرية، وأصوله المنحرفة الجهادية، ونطق بها بلسانه مراراً وتكرارا وصار بمنأى عن أهل السنة في أفغانستان كالشيخ جميل الرحمن – رحمه الله تعالى الذي قتله القطبيون؛ ونأى بنفسه عن مذهب أهل السنة، وصار كل جلسائه وبيته – بيت العرب – وكلامه وموئله ودعمه وعلاقاته في داخل أفغانستان وخارجها يرتبط بمذهب التكفير؛ وشيء من مذهب الجهاد المصري.



والمصيبة العظمى أنّ عامة الشباب المسلم – رحمهم الله تعالى وغفر لهم – ممن قتل في الجهاد الأفغاني؛ كانوا شباباً صادقين خارجين عن مذاهب الجماعات وحساباتهم، ومن لم يقتل منهم كان في بيئة ابن لادن ومن شايعه هناك موئلاً لغرس بدع التكفير والخروج والقطبية والإخوانية في نفوسهم وقلوبهم.



لم تنتقل القيادة لأبن لادن إلا بعد مقتل عبدالله عزام، فورث الجهاديون التكفيريون ميراث عبدالله عزام، وكان أسامة بن لادن من ميراثه.



وفي حقيبة مبكرة نقد علماء السنة الكبار أسامة ابن بن لادن فقال الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى:- "ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من سلك سبيلهم أن يدعوا هذا الطريق الوخيم".10هـ.
وقال الشيخ مقبل بن هادي رحمه الله تعالى:- "أبرأ إلى الله من ابن لادن، فهو شؤم وبلاء على الأمة وأعماله شر"10هـ- (جريدة الرأي عدد 11503).
وقال الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى -:
"أسامة بن لادن: من المفسدين في الأرض، يتحرى طرق الشر الفاسدة وخرج عن طاعة ولي الأمر"10هـ. (المسلمون 9/5/1417هـ)


فكانت حقيقة أسامة بن لادن المذهبية، ووضوح إنحرافه عن السنة، وكلامه وعمله قبل أحداث 11/سبتمبر) بسنين وسنين لا تخفى على صاحب سنة حقيقي.
- ليس قطبي ناصح وصادق.


خاتمتين:
1- قبل أن ينطلق القطبيون بقواعدهم المعتادة الموضوعة للدفاع عن أهل البدع أحبُ أن أبادر للرد على شبهة قبل أن يدلى بها تكميلاً
للنصيحة والفائدة.


- فقد أثنى بعض أهل العلم على ابن لادن في وقت لم يكن أمره بالنسبة إليهم خاصة واضحاً، فلا يجوز استعمال هذا الثناء طوال الوقت، أو للإعتذار عنه بعد وضوح مذهبه وأمره.
وها هم عبدالرحمن عبدالخالق وسفر الحوالي وسلمان العودة نالوا بعض الثناء الي أن اتضح بحمد الله عز وجل – للناس امرهم.
فاقتناص مثل هذه التزكيات، وغض النظر عن النقدات، وترك تحكيم الأدلة والآيات، هو من أتباع الهوى والمتشابهات، والتي يحسنها جيداً – اتباع الجماعات.



2- عجيب جداً أمر القطبيين؛ فقد تترسوا بفقه الواقع ليطعنوا على أهل العلم ويتهمهونهم بالجهل، واليوم أيضاً يتترسون به للدفاع عن ابن لادن، وفي الحقيقة الدفاع عن مذهبه وبعض أصوله وشيخوه؛ وقد اتضح على مر السنين والتجارب والأمثلة أن المقصود بفقه الواقع ما يأتي من جهتهم؛ فيجب أن يكونوا هم القنطرة بين الواقع والناس، لأن الواقع – المترادفة أخباره ومعلوماته – لا يحسن قراءته إلا هم، ولذلك قسموه الى قسمين: استقراء – ومقصودهم بصرف الناس إليه صرفهم عن أصول السنة وأهل العلم-، و الثاني الربط بين الأحداث والتفسير – ومقصودهم أن يؤخذ هذا التفسير عنهم.


وإلا فانهار الدم في العراق، والعمليات في الدمام والرياض، والتفجير في شرق أفريقيا وبالي في أندونيسيا، وعملية 7 يوليو في أنفاق مترو لندن، وتفجير 11 مارس في مدريد، ومئات الأخبار والمعلومات التي تتناقل شخصياً وشفوياً وفورياً ناهيك عن التائبين الأحياء الذين ينطقون بلسانهم، وما ينقل في الوسائل الحديثة المباشرة، وكلام ابن لادن نفسه في التكفير والطعن على العلماء كالشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى -؛ كل ذلك من الممكن أن يبتغى فيه مجال للتشكيك لأن بعض الكفار قد شكك في أحداث 11 سبتمبر، فلا نستطيع أن نجزم بضلال ابن لادن. يا له من ورع بارد.


إنها مشكلة دين منحرف عن السنة يبني أمره على الأحداث. إنها مشكلة عقول تعاني من تقليد جديد لتفسير الأحداث التي يأتي بها الشيخ. حتى لو كانت خلاف الأحداث المرئية والمسموعة والمتواترة.



وما أشبه الليلة بالبارحة حين جاء أهل الكلام قديماً فزعموا أن الحق لا ينصر، والباطل لا يكسر، إلا بطريقتهم؛ فزهدوا وحقروا وصرفوا عن طريقة أهل العلم والسنة، ثم إحتكروا علم الكلام على أنفسهم وخاصتهم.



فإذا كان لابد من الرجوع للرجال؛ فأي الرجال أولى بالرجوع؛ علماء السنة، أو علماء الجماعات الإسلامية السياسية؟.

بقلم الشيخ أحمد السبيعي

المأتم الذي إنقلب فرحاً..!

مررتُ على بعض الأطفال يشاهدون فيلماً كرتونياًن ولفت نظري سواد يحيط بالشاشة يصور مأتماً، وفجأة – وبدون مقدمات – ينقلب المأتم – في هذه الرسوم المتحركة – إلى فرح كبير يبدل فيه الحضور ملابسهم السوداء إلى أردية حمراء زاهية لينقلب المأتم على فرح فجأة.


وتقول العرب: النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة.


سبعون عاماً – وتزيد – وعقيد الجماعات الإسلامية السياسية ومسيرتها تركز على هدف إقامة الدولة الإسلامية الغائبة؛ والسعي إلى محو جاهلية المجتمع.
ويقف أمام هذين الهدفين عقبتين:

الأولى: الطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله – عز وجل – والذين يشيعون هذا الكفر الأكبر ويرسخونه في بلاد المسلمين؛ ويقيمون دولاً تحذو حذو دول الكفار.


والثانية: العلمانيون الذين يرسخون جاهلية المجتمع، وإرادتهم تغريب المجتمع المسلم، ونشر مبادئ وشعارات الكفار من الليبرالية والحرية والديمقراطية والتعددية وهؤلاء – بحسب إعتقاد الجماعات – يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام؛ أو على حد تعبير بعض منظري الجماعات: لا يجوز الإغترار بهم حتى لو صلوا معنا في المساجد.
ووقعت الثورات سراعاً، وتهاوت الأنظمة؛ وإذا بالجماعات الإسلامية السياسية ترفع ثياب الفرح وأعلام النصر وشعارات الديمقراطية والحرية والتعددية.
وإذا بالدول الإسلامية المنشودة هي بعينها الدولة الديمقراطية الغربية؛ في مؤسساتها، ونظامها، وآلياتها؛ والفرصة متكافئة فيها للمسلم الكافر ليصل إلى القرار أو تغيير القوانين عن طريق البرلمان.
بالضبط مثل الكرتون الذي صررنا به الكلام.
وصدقت العرب أيضاً في مثالها.
بقلم الشيخ أحمد السبيعي

الخميس، أبريل 28، 2011

موقف أئمة أهل السنة من مناظرة أهل البدع

ما موقف أهل السنة من مناظرة أهل الأهواء والبدع

عن أبي علي؛ حنبل بن إسحاق بن حنبل؛ قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله -أحمد بن حنبل- رحمه الله كتابًا يستأذنه فيه أنْ يَضَعَ كتابًا يشرح فيه الرَّد على أهل البدع، وأنْ يَحْضُر مع أهل الكلام فيُناظِرهم ويحتج عليهم، فكتب إليه أبو عبد الله:

"بسم الله الرحمن الرحيم، أحسن الله عاقبتك، ودفع عنك كل مكروه ومحذور، الذي كُنَّا نسمع وأدْرَكنا عليه مَنْ أدْرَكنا مِنْ أهلِ العلمِ أنَّهم كانوا يَكْرَهون الكلام والجلوس مع أهل الزَّيْغِ، وإنَّما الأمور في التَّسليم والانتهاء إلى ما كان في كتاب الله، أو سُنَّة رسول الله، لا في الجلوس مع أهل البدع والزَّيْغِ لِتَرُد عليهم، فإنَّهم يُلبِّسون عليكَ وهُم لا يَرجِعون، فالسَّلامة إنْ شاء الله في ترك مُجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم، فليتَّقِ الله امرؤ، وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غدًا من عملٍ صالحٍ يُقدِّمه لنفسه، ولا يَكُن مِمَّن يُحدِث أمرًا، فإذا هو خرج منه أراد الحُجَّة، فيحمل نفسه على المحال فيه، وطلب الحُجَّة لما خرج منه بحقٍّ أو بباطلٍ ليُزيِّن به بدعته وما أحدث، وأشد من ذلك أنْ يكون قد وضَعَه في كتابٍ قد حُمِلَ عنه، فهو يُريد أنْ يُزيِّن ذلك بالحقِّ والباطلِ، وإنْ وضح له الحق في غيره، ونسأل الله التوفيق لنا ولك، والسلام عليك"

الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة 1/155– أثر رقم: 48


قال الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجُري رحمه الله: "ينبغي لكلِّ من تمسَّك بما رسَمْناه في كتابنا هذا -وهو كتاب الشَّريعة- أنْ يَهجُر جميع أهل الأهواء؛ مِنْ مِثْلِ الخَوارِج، والقَدَرِيَّة، والمُرجِئة، والجَهْمِيَّة، وكل من ينتسب إلى المُعتزلة، وجميع الرَّوافِض، وجميع النَّواصِب، وكل من نَسَبَه أئمَّة المسلمين أنَّه مُبتدع بدعة ضَلالة، وصحَّ عنه ذلك؛

فلا ينبغي أنْ يُكلَّم، ولا يُسلَّم عليه، ولا يُجالَس ولا يُصلَّى خلفه، ولا يُزوَّج، ولا يتزوج إليه مَنْ عَرَفَه، ولا يُشارِكه، ولا يُعامِله، ولا يُناظِره، ولا يُجادِله، بل يذلّه بالهوان له، وإذا لقيته في طريقٍ أخَذْتَ في غيرها إنْ أمْكَنَك.

فإن قال: فَلِمَ لا أُناظِره وأُجادِله وأردُّ عليه قوله؟.

قيل له: لا يُؤمَن عليك أنْ تُناظِره وتَسمَع منه كلامًا يُفسِد عليك قلبك، ويخدعك بباطله الذي زيَّن له الشيطان فَتَهْلَك أنْتَ؛ إلاَّ أنْ يضْطَرَّك الأمر إلى مُناظرته، وإثبات الحُجَّة عليه بحضرة سُلطَان أو ما أشبهه لإثبات الحُجَّة عليه، فأمَّا لغير ذلك فلا.

وهذا الذي ذَكَرْتُهُ لَكَ مَقول مَنْ تقدَّم مِنْ أئمَّة المُسلمين، ومُوافِق لسُنَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم" (الشريعة للآجري 5/2540)

الاثنين، مارس 28، 2011

عن عائشة ‏رضي الله عنها ‏قالت ‏: قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏: يغزو جيش ‏الكعبة ‏ ‏فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم قالت : قلت يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ، قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم ‏.

قال النووي رحمه الله : وفي هذا الحديث من الفقه التباعد من أهل الظلم والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين لئلا يناله ما يعاقبون به

وفيه أن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا (شرح صحيح مسلم 18/7)

فانظر يا عبد الله إلى هذا الفهم الثاقب من الإمام النووي رحمه الله إذ استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم :

"يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم"

على أمرين :

الأول : النهي عن مجالسة المبطلين حتى إذا أنزل الله بهم العقاب لم تكن أنت من المشمولين في ذلكم العقاب

فاحذر مجالس أهل البدع وسماع أشرطتهم وقراءة كتبهم لتنجوا بنفسك وبدينك من بدعهم وضلالاتهم ولتنجوا أيضا من عقاب الله .

الثاني : أن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا .

وفي ذلك قال الشاعر :

عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي

فاحرص على مجالسة أهل السنة واجتنب أهل البدع

واحرص على مجالسة الأخيار واجتنب الفجار

واعلم أنه سيجري عليك حكم جليسك

التزام صراط الله المستقيم حال الفتن

اقرأ هذا الكلام العظيم الموضِّح لمنهج أهل السنة والجماعة فيما يجري في الساحة الآن وتأمل فيه جيدا

ثم اعرض عليه أهل زمانك وما يقومون به من دعوةٍ وتأييدٍ للمظاهرات والاعتصامات ومِن منازعةٍ للحكام وإثارةٍ للفتن وذلك بتجميع الناس وتهييجهم بدعوى الإصلاح لتعلموا هل هم على الصراط المستقيم ً، صراط الذين أنعم الله عليهم ، غير المغضوب عليهم ، ولا الضالين ، أم لا ؟

قال الإمام الآجري رحمه الله : قد ذكرت من التحذير من مذاهب الخوارج ما فيه بلاغٌ لمن عصمه الله تعالى عن مذاهب الخوارج، ولم يَرَ رأيهم، فَصبَر على جَور الأَئمة وحَيْفِ الأمراء، ولم يَخرُج عليهم بِسيفِه، وسأَل الله تعالى كشف الظلم عنه وعن المسلمين، ودَعَا للولاة بالصلاح، وحَجَّ معهم، وجاهد معهم كل عدو للمسلمين، وصلى خلفهم الجمعة والعيدين، وإِنْ أمروه بطاعة فأمكَنَه أطاعهم، وإنْ لم يُمكِنه اعتذَرَ إليهم، وإنْ أمروه بمعصيةٍ لم يُطِعْهُم، وإذا دارت الفتن بينهم لزِمَ بيته، وكفَّ لِسانَهُ وَيَده، ولم يَهْوَ ما هم فيه، ولم يُعِن على فتنة، فمن كان هذا وصفه كان على الصراط المستقيم إن شاء الله

الشريعة للإمام الآجري٣٧١/١

الثلاثاء، مارس 22، 2011

وجه الشبه بين الاخوان المفسدين و الرافضة

هكذا يتتابع الإخوان المسلمون على إثبات انحرافهم للناس أجمع

فاستمع لهذا المقطع لتعرف ماعليه القوم

فهم والرافضة سواء في التخطيط لقلب أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية كما سبق أن سمعنا

سواء من طارق سويدان حين أيد الخروج على ملك البحرين

أو من القرضاوي وتأييده لما يحصل في هذه الأيام من خروج ومنازعات للحكام

شوف وإسمع وأحكم

http://www.youtube.com/watch?v=_Ikyt3JV3gI

الأربعاء، مارس 09، 2011

نصيحة لمن يريد الاعتصام

اخي المسلم اختي المسلمة

ان المسلم يحتكم الى الشريعة في اموره كما قال تعالى " فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليماً"

إن مشاركة المسلم في المظاهرات مخالفة للشريعة باتفاق علماء السنة كابن باز و الألباني و ابن عثيمين - رحمهم الله - و هي مشعلة لنار الفتنة و بدعة محدثة و مقوية و ناصرة للأحزاب و التنظيمات السياسية و المتطلعين للسلطة .

و من رضي بالله رباً و بالإسلام ديناً وبمحمد - صلى الله عليه و سلم - نبياً و مبلغاً كما قال تعالى " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك "

فالنبي أمرنا بقوله " من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية " رواه احمد و ابن ابي عاصم و صححه الالباني

و تذكر يا أخي المسلم قوله تعالى " كل نفس بما كسبت رهينة " و قد قال النبي - صلى الله عليه و سلم - "ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده " رواه مسلم

و هذه إحالة صوتية لكلام العلماء في المظاهرات

أقوال العلماء في حكم المظاهرات:

الشيخ ابن باز رحمه الله:
http://www.youtube.com/watch?v=McovI_uGVlA&feature=youtube_gdata_player

قال الشيخ الالباني رحمه الله في السلسلة عن المظاهرات ((من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أن الحكم للشعب، وتتنافى مع قوله صلى الله عليه وسلم : "خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم")

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
http://www.islamcast.ws/Audio/binothaimeen23_pcast_32.mp3

الشيخ صالح الفوزان:
السؤال: هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل الأمة الإسلامية؟

الجواب: ديننا ليس دين فوضى ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة،

والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين وماكان المسلمون يعرفونها، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين انضباط لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال.
فلا تجوز هذه الأمور.

الاثنين، يناير 17، 2011

رد الشيخ بن عثيمين رحمه الله علي دعوى الاعتصامات بالمساجد وغيرها

رداً على دعوة مجموعة السور الخامس الاعتصام و المظاهرات في المسجد الكبير ننقل لكم فتوى الشيخ بن عثيمين رحمه الله في حكم الاعتصامات في المساجد و المظاهرات :
فتوى فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله

السؤال : ما مدى شرعية مايسمّونه بالاعتصام في المسـاجــد وهم -كما يزعمون- يعتمدون على فتوى لكم في أحوال الجزائر سابقاً أنَّها تجوز إن لم يكن فيها شغب ولا معارضة بسلاح أو شِبهِه، فما الحكم في نظركم؟ وما توجيهكم لنا ؟

الجواب: أمَّا أنا، فما أكثر ما يُكْذَب علي! وأسأل الله أن يهدي من كذب عليَّ وألاّ يعود لمثلها.

والعجبُ من قوم يفعلون هذا ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابها على مثل هذا المنوال ! ماذا حصل ؟ هل أنتجوا شيئاً ؟ بالأمس تقول إذاعة لندن: إن الذين قُتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات بلغوا أربعين ألفاً! أربعون ألفاً!! عدد كبير خسرهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى!.

والنار ـ كما تعلمون ـ أوّلها شرارة ثم تكون جحيماً؛ لأن الناس إذا كره بعضُهم بعضاً وكرهوا ولاة أمورهم حملوا السلاح ، ما الذي يمنعهم؟ فيحصل الشرّ والفوضى .، وقد أمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من رأى من أميره شيئا يكرهه أن يصــبر ، وقال: « من مات على غير إمام مات ميتة جاهلية» الواجب علينا أن ننصح بقدر المستطاع، أما أن نُظْهر المبارزة والاحتجاجات عَلَناً فهذا خلاف هَدي السلف، وقد علمتم الآن أن هذه الأمور لا تَمُتّ إلى الشريعة بصلة ولا إلى الإصلاح بصلة. ما هي إلا مــضرّة ...، الخليفة المأمون قَتل مِن العلماء الذين لم يقولوا بقوله في خَلْق القرآن قتل جمعاً من العلماء وأجبر الناسَ على أن يقولوا بهذا القول الباطل، ما سمعنا عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أن أحداً منهم اعتصم في أي مسجد أبداً، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرون معايبه من أجل أن يَحمل الناسُ عليه الحقد والبغضاء والكراهية... ولا نؤيِّد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نؤيِّدها إطلاقاً، ويمكن الإصلاح بدونها، لكن لا بدّ أن هناك أصـــابع خفيّة داخلـــــــية أو خارجية تحاول بثّ مثل هذه الأمور.