عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم قالت : قلت يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ، قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم .
قال النووي رحمه الله : وفي هذا الحديث من الفقه التباعد من أهل الظلم والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين لئلا يناله ما يعاقبون به
وفيه أن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا (شرح صحيح مسلم 18/7)
فانظر يا عبد الله إلى هذا الفهم الثاقب من الإمام النووي رحمه الله إذ استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم :
"يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم"
على أمرين :
الأول : النهي عن مجالسة المبطلين حتى إذا أنزل الله بهم العقاب لم تكن أنت من المشمولين في ذلكم العقاب
فاحذر مجالس أهل البدع وسماع أشرطتهم وقراءة كتبهم لتنجوا بنفسك وبدينك من بدعهم وضلالاتهم ولتنجوا أيضا من عقاب الله .
الثاني : أن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا .
وفي ذلك قال الشاعر :
عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
فاحرص على مجالسة أهل السنة واجتنب أهل البدع
واحرص على مجالسة الأخيار واجتنب الفجار
واعلم أنه سيجري عليك حكم جليسك