الثلاثاء، سبتمبر 25، 2012

كيف تكون النصيحة للولاة؟ الشيخ عبيد الجابري

قال الشيخ الفقيه عبيد الجابري حفظه الله تعالى:

 الأمرالذي يجب على الأمة أن تسلكه:
 
الحرص على جمع الكلمة ودرء المفاسد، فما عُلمت مظاهرة حدثت  بسفك الدماء وإتلاف الممتلكات وإشاعة الفوضى وزعزعة الأمن، وان قالوا مظاهرات سلمية.
فالواجب على الامة من خواص وعوام نقد من يسوغ المظاهرات ويحسن لها بالقول، الواجب عليهم أن يلزموا من ولاه الله أمرهم

فإذا استدعى الامر نصيحته - كان منه جور وظلمك قاهر مدرك بالدليل - كيف ينصح؟
هذا قد فصل فيه من لا ينطق عن الهوى كما وصفه ربه - أعني محمداً صلى الله عليه وسلم -، فقد صح عنه بمجموع الطرق: "من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، وليخل به وليأخذ بيده، فإن قبلها قبلها، وإن ردها فقد أدى ما عليه"

فهذا الحديث معاشر السامعين يتضمن من الفقه ما يأتي:
أولاً: السرية التامة في مناصحة ولي الأمر حتى عن أقرب الناس إليه إن أمكن
ثانياً: براءة الذمة بالنصيحة على هذا الوجه، ولا يلزم الناصح أن يقبل الحاكم نصيحته، برئت ذمته
ثالثاً: لو كان ثمة وجه آخر لبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن القواعد المقررة في الأصول: "لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة"
 

الاثنين، سبتمبر 24، 2012

من يفتي بجواز المظاهرات فقد خالف السنة / الشيخ عبيد الجابري

قال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله :
 
ان بعض الناس يفتي بجواز المظاهرات السلمية ويشترطون شروطاً، فيقال لأولئكم من أين لكم هذا؟ فقد خالفتم السنة فيما سوغتم به هذه المظاهرات التي يزعم أهلها أنهم يطالبون بالحقوق، وكان يسعهم أمران لا ثالث لهما:
 
الأول: من هضم له حق فلا مانع أن يشكو ظالماً إلى رئيسه، فإن لم ينصفه فإلى من فوقه، حتى يصل الحاكم الأعلى -الإمام- سواء سموه أميراً او ملكاً او رئيساً او حاكماً
 
فإن كان منه الإنصاف فبها ونعمت، وإلا فيسعه الصبر و الاحتساب.
وولي الأمر بشر ليس ملكاً مبعوثاً إلينا من السماء و لا يؤيد بالوحي كما يؤيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو بشر، وما أراه أنا أو أنت يجب استعجاله فقد يكون عند ولي الأمر ما هو أهم منه،
وهنا نحذر من التسرع، ونذكر بقوله تعالى: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" فليس لكل شخص الحديث في كل حال،
فما نزل بالأمة من نوازل وحوداث مرده إلى رسول الله صلى الله عليه سلم، - هذا في حياته - ، وبعده الرد إلى السنة، وأولو الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هم العلماء و الحكام،
فولي الأمر لديه من أهل العلم والخبرة والسياسة وذوي الاختصاصات المتعددة ما يجعله ينظر في الأمور نظرة تأنٍ ودراسة ثم بعد ذلك يصدر الأمر.