الأحد، مايو 15، 2011

المأتم الذي إنقلب فرحاً..!

مررتُ على بعض الأطفال يشاهدون فيلماً كرتونياًن ولفت نظري سواد يحيط بالشاشة يصور مأتماً، وفجأة – وبدون مقدمات – ينقلب المأتم – في هذه الرسوم المتحركة – إلى فرح كبير يبدل فيه الحضور ملابسهم السوداء إلى أردية حمراء زاهية لينقلب المأتم على فرح فجأة.


وتقول العرب: النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة.


سبعون عاماً – وتزيد – وعقيد الجماعات الإسلامية السياسية ومسيرتها تركز على هدف إقامة الدولة الإسلامية الغائبة؛ والسعي إلى محو جاهلية المجتمع.
ويقف أمام هذين الهدفين عقبتين:

الأولى: الطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله – عز وجل – والذين يشيعون هذا الكفر الأكبر ويرسخونه في بلاد المسلمين؛ ويقيمون دولاً تحذو حذو دول الكفار.


والثانية: العلمانيون الذين يرسخون جاهلية المجتمع، وإرادتهم تغريب المجتمع المسلم، ونشر مبادئ وشعارات الكفار من الليبرالية والحرية والديمقراطية والتعددية وهؤلاء – بحسب إعتقاد الجماعات – يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام؛ أو على حد تعبير بعض منظري الجماعات: لا يجوز الإغترار بهم حتى لو صلوا معنا في المساجد.
ووقعت الثورات سراعاً، وتهاوت الأنظمة؛ وإذا بالجماعات الإسلامية السياسية ترفع ثياب الفرح وأعلام النصر وشعارات الديمقراطية والحرية والتعددية.
وإذا بالدول الإسلامية المنشودة هي بعينها الدولة الديمقراطية الغربية؛ في مؤسساتها، ونظامها، وآلياتها؛ والفرصة متكافئة فيها للمسلم الكافر ليصل إلى القرار أو تغيير القوانين عن طريق البرلمان.
بالضبط مثل الكرتون الذي صررنا به الكلام.
وصدقت العرب أيضاً في مثالها.
بقلم الشيخ أحمد السبيعي