أكد المستشار القضائي بوزارة العدل عضو مجلس الشورى الشيخ عبد المحسن العبيكان إن فكر الإخوان المسلمين هو السبب في نشوء عدد من الجماعات المسلحة والإرهابية في عدد من الدول العربية منها السعودية، والتي - أي جماعة الإخوان- ركزت على الفكر السياسي غير مبالية بتوعية المنتسبين لها دينياً. كما أكد العبيكان على أن الحكم بالقوانين والأنظمة الوضعية غير مخرج من الملة ولا يكفر من يعمل به شريطة أن لا يعتقد بأنه أحسن أو أفضل من حكم الله. جاء ذلك في اللقاء الشهري الثاني والعشرين والذي نظمته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض تحت عنوان "الفجوة بين الشباب السعودي والعلماء". وبدأ العبيكان محاضرته بتعريف للغلو وذكر تعريفات له من كتب ابن تيمية وبعض الأسانيد. ثم ذكر العبيكان أن الغلو في الإسلام بدأ من الخوارج أولاً والذين قالوا: "لا حكم إلا لله" وقد قال علي بن أبي طالب عن قولهم هذا "كلمة حق أريد بها باطل"، وذكر العبيكان ما يوازي فكر الخوارج وسماهم خوارج العصر، وذكر أن الخوارج الجدد يتخذون من مسألة الحاكمية جذراً لفكرهم وأمثلة ذلك تكفيرهم للمقيم غير المهاجر والمسوغ أن الدار دار كفر وأن المجتمعات جاهلية كونها تحكم بغير ما أنزل الله. وذكر الشيخ العبيكان مثالاً مهماً وهو ملك الحبشة الملك النجاشي، والذي استمر بعد دخوله في الإسلام بالحكم بغير الشريعة الإسلامية وذلك تماشياً مع مجتمعه غير المسلم، ومع ذلك صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ومات مسلماً.بعد ذلك بدأت المداخلات، والتي انصبت في مجملها في مطالبات بتحديد الذين يحق لهم الفتوى إضافة إلى مطالبة من الحاضرات بإيقاف الأناشيد التي تحرض على الجهاد وتهيض سامعيها على حد تعبير إحداهن. وكانت أولى المداخلات من نصيب الدكتور معجب الزهراني الذي تساءل عن السبب في احتكار العلم الشرعي من قبل أناس معينين لهم صفات معينة، وقال الزهراني: "وحين أعود لبعض الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة لا أجد مبرراً لاختزال الدين في بعض الأشخاص وهناك حديثان درسناههما جيداً منها حديث ورد فيه "علم صادق ينتفع به" وهي صفات العلم الذي يطلب، وكان رد العبيكان بقوله: "بأن حديثنا عن الغلو، والذي حدث في علوم الشريعة فمن الطبيعي أن يكون الحديث عما حصل فيه الغلو ونحن لا نحصر العلم في علوم الدين، وإنما خصصنا به الحديث حين يكون الحديث عن الشريعة وأمورها..".. بعدها تدخل محمد المحيسن فقال إن الشباب لم يكونوا بعيدين عن العلماء، وكي نعالج هذا الغلو يجب أن نعترف بهذا الواقع.. ومن الواقع المرير بعض الأحاديث التي لم تخرج لنا إلا بعد أن حصلت التفجيرات ومنها أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وقال المحيسن إنه يتمنى أن يتوفر عشرة علماء فقط بنفس فكر الشيخ العبيكان.. ورد العبيكان بقوله: "في حديث المشركين في جزيرة العرب لم نحتج إليه إلا بعد أن حصلت هذه الشبه ومنها قول بعض الإرهابيين بأن أفعالهم ستنسب لهذا الحديث ويقومون بهذه الأعمال التي لا تمت لهذا الحديث بصلة ولذا لم نكن نحتاج إلى بيان". بعدها تحدثت طالبة الماجستير سمر العريفي وطالبت العلماء بأن يخصصوا وقتاً لمقابلة النساء كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.ومداخلة أخرى من القاعة النسائية طالبت فيها المداخلة بوقف الأناشيد التي تهيج الشباب على الجهاد. وقال العبيكان حول جماعة الإخوان المسلمين وعلاقتها بالأحداث الإرهابية: "أغلب الجماعات الإسلامية هدفها سياسي وليس دينياً.. ومنها جماعة الإخوان المسلمين وفكرهم والذي كان السبب في حدوث العديد من التفجيرات والفتن بسبب التهائهم عن الجانب الديني واهتمامهم بالجانب السياسي".