دعوة النبي – صلى الله عليه و سلم – و أصحابه قائمة على الفرقان ، قال تعالى : " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً " و من أسماء القرآن الفرقان ، و من أسماء النبي – صلى الله عليه و سلم – المفرق و الفارق ، فالتفريق بين الحق و الباطل من أساس الدين و أصله ، و صفات أهل الحق أنهم مفرقة بين الحق و الباطل ، و هم مميزة يسعون إلى تمييز الحق عن الباطل ، و هذا مستمد من قول النبي – صلى الله عليه و سلم – في الأصحاب الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : " رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه "
فالتقوى سبيل اجتماع أصحاب المنهج الحق و التقائهم ، و التقوى سبيل للاختلاف مع أصحاب المناهج الباطلة قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً " فالمؤمن يكون عنده فرقان يفرق به بين أصحاب المناهج المنحرفة والأقوال الباطلة و بين أصحاب منهج الحق أصحاب المنهج الأوحد و الصراط المستقيم ، و هكذا نطق أصحاب النبي – صلى الله عليه و سلم – بذلك حيث قال المقداد بن الأسود عن النبي – صلى الله عليه و سلم – : أنه جاء بفرقان فرق به بين الحق و الباطل و فرق بين الوالد وولده " أخرجه أحمد و صححه الألباني .
فالمعلم السني يعلم تلامذته الفرقان و يجعلهم مفرقة بين الحق و الباطل أما المعلم الغاش الذي يجعل مادته تشارك في جلها - أقول جلها لا كلها - أصحاب الدعوات الباطلة و يتوافق مع ما تطرحه مشايخة الجماعات السياسية الإسلامية هذا الشيخ الغاش قد أطفأ نور الفرقان الذي قال الحق فيه : " و كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان و لكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا " .
وأصل الفرقان التفريق بين الشيئين و الفصل بينهما بإظهار الحجة و النصر ، لذلك كانت أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها - تعظم الفرقان لعظمه – فتقول : " و الذي أنزل الفرقان على محمد " أخرجه أحمد و صححه الألباني .فمن كان أكثر اتباعاً و تمسكاً بما كان عليه أصحاب النبي – صلى الله عليه و سلم – كان أعظم فرقاناً ، و من كان أبعد عن اتباع الصحابة كان أبعد عن الفرقان و تداخل عليه وعلى طلبته نور الحق بظلمة الباطل ، فتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً. فأسأل الله العلي العظيم أن يوفق إخواني أصحاب موقع تسجيلات نداء الإسلام على إظهار الفرقان بين الحق و الباطل و يسددهم في ذلك
.كتبه / محمد عثمان العنجري
السبت 19 شعبان 1428 هجرية الموافق 1/9/2007