قال العلامة العثيمين رحمه الله تعالى:
وقد قرأتم في آية أخرى أنهم يقولون لخزنة جهنم: "ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب"
تأمل هذه الكلمة من عدة أوجه:
أولاً: أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى، وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم، لماذا؟ لأن الله قال لهم: "اخسئوا فيها ولا تكلمون"، فرأوا أنهم ليسوا أهلا لأن يسألوا الله ويدعوه؛ بل بواسطة.
ثم قالوا: "ادعوا ربكم"، ولم يقولوا: (ادعوا ربنا)، لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم، أي بأن يقولوا (ربنا)، عندهم من العار والخزي ما يرون أنهم ليسوا أهلاً لأن تضاف ربوبية الله إليهم، بل قالوا "ربكم".
ثم انظروا أنهم لم يقولوا (يرفع عنا العذاب) بل قالوا: "يخفف" لأنهم آيسون - نعوذ بالله- آيسون من أن يرفع عنهم.
ثم انظروا أيضا هل قالوا: يخفف عنا العذاب دائماً؟ قالوا: "يوماً من العذاب"، يوماً واحداً
يتبين لكم إذا تصورتم هذه الحال يتبين لكم ما هم عليه من العذاب والهوان والذل، "وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي"، أعاذنا الله وإياكم منها