السبت، أكتوبر 01، 2011

طريقة مختصرة للقضاء على الخلاف سمّوا لنا رجالكم بصدق




من المصائب والحيل والغش في مسألة الخلاف ، طريقة معالجة الجماعات الإسلامية للخلاف أنهم يتحاشون
- ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً – التحديد الدقيق للمسألة المختلف عليها ، وتحديد الشخص المعيّن المختلف عليه .
لإنّ تحديد المسألة والشخص يضع الأمور في نصابها الصحيح ، ويحكم المداخل للحكم عليها وعليه بما يليق .
يضاف إلى ذلك تهويلهم في شأن الخلاف ، وإثارة الآلام والأحزان والمصائب التي تحصل بسببه – على طريقتهم السياسية المعتادة في تحريك العواطف حتى تعمى القلوب والعقول - ، وذكر مسائل كثير في الخلاف ، ومسائل دقيقة – يكون أهل العلم قد قالوها في أحوال معينة دقيقة - ، وكأن الله – عز وجل قد تركنا – عياذاً بالله – في عماية وجهالة وصعوبة في المسائل الواضحات في ديننا ، والتي نحتاج إلى تعرف حكم الله فيها .
الله – عز وجل – أمرنا في مسائل بالاجتماع وترك الخلاف ، كما قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) ، وقال تعالى : (منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون) ، وقال تعالى : (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات) ، وقال تعالى : (إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً ليست منهم في شيء) ، وكذلك أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم – في أحاديث كثيرة بالاجتماع وترك التفرّق ، كما في حديث ابن مسعود – رضي الله عنه – حين خط خطاً مستقيماً في الوسط ، وخطّ عن يمينه وشماله خطوطاً ، ثمّ تلى قول الله – عز وجل - : "وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله" ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميه – رضى الله تعالى – عن هذا الحديث أنه من تأمّل ما وقع في الأمة من تفرق واتباع للأهواء والبدع علم حقيقة مراد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم من هذا الحديث .
وكما في الحديث العظيم الذي أخبر به النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أن هذه الأمة ستفرق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النار إلا واحدة ، وهي الجماعة ، وهي ما كان علي النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وأصحابه . والأدلة في ذلك وكلام أهل العلم كثيرة بفضل الله وكرمة ورحمته .
فمسائل أصول السنة ، واعتقاد أهل السنة ، مما يجمع الإجتماع الصادق عليه ، وترك الخلاف فيه ، ومّما يدخل في أصول السنة – بالإجماع – مسألتي معاملة الحكَام ، ومسألة معاملة أهل البدع .
وهاتين المسألتين – في الغالب والإفان النزاع بين الجماعات والسنة أعمق – هما المحك العملي الذي تعظم به الفتنة جداً في هذا الزمن ، لإنّ الصدق في الإيمان بهما – ولا أقول مجّرد العلم أو الكلام بتقرير مذهب أهل السنة فيهما والعمل بموجبهما ، وإلتزام لوازمهما ، من الحب في الله – عز وجل - ، والبغض فيه – تبارك وتعالى - ، يوجب فرقاناً بين السنة والجماعات الإسلامية السياسية لا تريده هذه الجماعات ولا بطانتها .
ومن المسائل ما قد يرد الخلاف فيه – أو أن صاحبه قد خالف الحق فيه لجهله به فقط - ، وأكثر أمثلة هذا النوع – في الغالب – في مسائل العلم المشهور الخلاف فيها في الأحكام مما إختلف فيه سلفناً الصالح – رحمهم الله تعالى - ، فَيَسَعُنَاَ أن تختلف فيها ، وأن يَرُدَ البعض على البعض فيها – أيضاً ، كما كان عليه سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى وكما قال الإمام مالك رحمه الله - : ما منا إلا راد ومردود عليه ، وقالوا : كلُّ يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذا القبر – صلى الله عليه وآله وسلم - .
مثل مسألة وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في الجهرية ، ونحو ذلك من المسائل الكثيرة التي أوجب الله – عز وجل – فيها الفزع إلى الأدلة الشرعية المفصلة كما قال تعالى : "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء فردوّه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً" ، وقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : "إذا إجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر ، وإذا إجتهد فأصاب فله أجران" – أو ما معناه - .
فحكم الله – عز وجل – في معالجة الخلاف وأنواعه واضح وكامل ومحسوم وبَيّن ، إذاً فلماذا يكثر الجدل والخلاف جداً حول سبل معالجة الخلاف ؟
حتى أنّ هذه المسألة تبقى حيّة على مر السنين ، وتبذل الجماعات الإسلامية السياسية – ودعاتها – جهوداً متواصلة في إثارتها ومعالجتها والكلام فيها .
فالسبب واضح جداً عند من نوّر الله – عز وجل – قلبه وبصيرته بالحق والسنة ، وهو أنهَم لا يريدون أن يحكموا حكم الله الصحيح الواجب في أعيان المسائل التي يختلف فيها والأشخاص الذين يختلف فيهم .
فما لا يجوز الخلاف فيه مع التهويل ، والتعميم ، وتكثير الكلام حول أسباب الخلاف يقربونه ويجعلونه مما يسوغ الخلاف فيه، وإفسادهم في السنة بيَن – مثل سيَد قطب وعبدالرحمن عبدالخالق – لا ينطبق عليهم – مع التهويل والتعميم وتكثير ذكر أسباب الخلاف ودقة مسالكة – لا ينطبق عليهم وصف البدعة ويقربون من حكم العلماء المجتهدين ..!.
فإذا سمعت عن محاضرة أو كتاب أو كلام – للجماعات الإسلامية السياسية ودعاتها – عن الخلاف ، فأعلم علم اليقين أنهم يريدون أن يوهنوا من الفرقان الذي تعالج به دعوة السنة الخلاف .
وفتش عن المسألة المختلف عليها عينياً ، وعن الشخص المختلف فيه ، فستدرك تماماً أن كل هذه البحور المتلاطمة من الكلام والمحاضرات والقواعد والأمثلة والأخلاق – في الخلاف ليس بسببها أن مسألة الخلاف عويصة وشائكة إلى هذا الحد ؟؟
ويحضرني – سبحان الله – مثالين من أمثلة الكلام في الخلاف : فكتيّب يجعل مسائل الخلاف في السنة من الفتن التي يجب إعتزالها ، والحذر منها ، ثمّ يطعم هذا الكلام بوجوب ترك الخلاف للعلماء ! .
وكتيّب آخر – لبعض الإخوان المسلمين – يتجاوز الخلاف في الاعتقاد ليتكلم عن الخلاف في الفقه وأسبابه .
وهكذا في مئات – بل ألوف – من الأشرطة والكتيبات ، ويغنيك ويهديك ويعصمك أن تنظر في مصدر الكلمات ، فإن رأيته من جهة الجماعات الإسلامية السياسية ، وكنت صادقاً في النجاة بنفسك ودينك ، فاعمل بهدي نبيك – صلى الله عليه وآله وسلم – وهدي السلف الصالح ولا تستمع ، ولا تقرأ ، فيقع في قلبك شبهاً قد يصعب عليك تخليص نفسك منها – إلا أن يشاء الله - .
إنَ كل هذه الجهود هي من إستماتة العاجز ، ومحاولة اليائس ، في أن يجعل قضية ومسألة أو شخصاً معيناً مما يسوغ فيه الخلاف ، ويكون حكم الله – عز وجل – الواضح البَين – بفضله سبحانه – بموجب أصول السنة ومذهب أهلها أنه لا يجوز الخلاف فيها أو فيه .
قال تعالى : "ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق ، وإن الذين إختلفوا في الكتاب لقي شقاقٍ بعيد" .
ملاحظتين خاتمتين :
1- أن هناك مسائل أخبر الله – عز وجل – أن الخلاف فيها لا ينتهي ، فيجب شرعاً أن تكون فيها مع الحق والسنة كما أمر الله – عز وجل - .
2- قلت في العنوان : "سمو لنا رجالكم (بصدق) : إشارةً إلى أن إختيار الرجال عند أهل الأهواء في هذا الزمن مبنيٌ على ترتيب وسياسة ، وليس مبنياً على النصح للسنة ودعوتها .
قال – صلى الله عليه وآله وسلم : "من يعيش منكم بعدي فسيرى إختلافاً كثيراً ، فعليكم سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواخذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، واسمع وأطع وأن تأمر عليكم عبد حبشي" .




بقلم الشيخ أحمد حسين السبيعي

ورحمتي وسعت كلّ شيء





رحمة الله – عز وجل – صفةُ عظيمةُ لربنا – تبارك وتعالى - ، لا يزال المؤمنون يعلّقون قلوبهم ورجاءهم بها ، بعد بذل الأسباب التي جعلها الله عز وجل – سُلّماً لنيل فضله ورحمته .
ولذا فإنّ اسمي ربنا – تبارك وتعالى – (الرحمن الرحيم) يتصدران أسماء الله – عز وجل – في الذكر فيكررهما المؤمن مرات ومرات في اليوم الواحد في الفاتحة :
(الحمدلله رب العالمين ، الرحمن الرحيم) مقرونين مع اسم ربنا : الله – عز وجل ، وكما في قول الله – عز وجل - : "وهم يكفرون بالرحمن ، قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكّلت وإليه متاب" (الرعد : 30) .
فذكر في هذه الآية الكريمة الأسماء الثلاثة التي ذكرها في الفاتحة ، وهي : الرب ، الإله ، الرحمن .
فالإله المعبود – وهو الله – يتعلّق به الغاية العظمى التي خلق من أجلها ، وهي عبادة الله – عز وجل - ، ومحبته ، والتذلل له ، ولهذا يكون أكثر الذكر المشروع باسم الله.
واسم (الرب) – عز وجل – يتعلّق به معنى أن الرب هو المربي لعبده : الذي إبتدأ خلقه ، ثم ينقله في أطوار حياته ، ثمّ يمدّه بكل ما يقوم به كيانه وحياته ، فهو الخالق الرزاق الناصر الهادي ، ولذلك يأتي ذكر هذا الإسم دائماً مع الإستعانة بالله – عز وجل – ومسألته ، ويأتي أكثر سؤال الله – عز وجل – باسمه (الرب) ، كما في قول الله : (رب اغفر لي ولوالدي) وقوله (ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) وقوله (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) وغيرها من الآيات.
واسم الله – عز وجل – (لرحمن) الذي فيه اتصاف ربنا – تبارك وتعالى – بالرحمة الكاملة يدفع العبد لكمال التعلّق باسمي (الله ، والرب) ، ويدفعه دفعاً للرجاء والعمل والتعلّق بأسباب تحقيق معنى الإسمين الله والرب ، بعبادة الله – عز وجل – وحده ، وكمال التوكلّ عليه والاستعانة به .
وليس هذا هو البحث المقصود هنا ، لكن البحث المقصود هو أن رحمة الله – عز وجل – لعباده تكون في الدنيا بأشياء قد لا تخطر على بالهم ، لأنَ أفعال الله – عز وجل – لا يدرك الإنسان كل الحكم المتعلقة بها .
وقد جاء في بعض الآثار – فيما أذكر – أن الله – عز وجل – يبتلي عبده بالمرض ، فيسأله العبد رحمته ، فيقول الله – عز وجل – وكيف أرحمه مما به أرحمه ، يعني أن هذا البلاء أو المرض أو غيره من الأمور التي يكرهها الناس تكون رحمةً لهم – ما داموا يتقون الله عز وجل حق تقاته .
وكلّنا يذكر أمر الله – عز وجل – للخضر بقتل الغلام في سورة الكهف حتى لا يؤذي والديه عند كبره ، فهذا رحمةً من الله – عز وجل – بالوالدين ، وان كان ظاهره الألم والأذية .
فرحمة الله – عز وجل – لا تأتي على الإنسان بموجب ما يظنه أو يقدره عقله ، ومن رحمة الله – عز وجل – العظيمة الصريحة والواضحة بعباده في الدين : بقاءً الطائفة الناجية المنصورة التي يبشرَ بها النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وحثّ المسلم وأوجب عليه أن يكون منها ، والتي تذكَّر بالأمر الأوّل ، والدين العتيق ، والحق الذي كان عليه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وأصحابه ، وتجاهد عليه تبعاً لنبيها – صلى الله عليه وآله وسلم – الذي يبعث ليعدل الملل العوجاء .
ويقابلهم فرق ، وفرق ، تبغضهم ، وتحاربهم ، وتكيد بهم ، وتجلب عليهم ، وتثير الأهواء والشبهات ، وتكذب عليهم ، وتظلمهم ، وتصوّر مذاهبهم على غير الحقيقة .
فمن رحمة الله – عز وجل – وجود هذه الطائفة الناجية ، وجهادها ، ومن رحمة الله – عز وجل – العظيمة أنَ كثيراً من هذه الطوائف يظهرون ولو تمثيلاً – الاعتراف لأئمتهم – ابن باز والآلباني وابن عثيمين – رحمهم الله تعالى – وربيع – وإن رغمت أنوف – بالفضل والعلم والحق والسنة والنصيحة .
وهذا الإعتراف منهم قد يكون أحياناً من أسباب لبس الحق بالباطل في نفوس كثير من المسلمين ، فتستثمر الجماعات هذه الإعتراف في تزكية نفسها ومذاهبها ، فيعظم اللبس ، وتكبر المحنة ، لكن من رحمة الله – عز وجل – يبقي الطريق مفتوحاً أمام من شاء الله هدايته للسنة حين يقف على حقيقة مذاهب هؤلاء الأئمة والفرق بينها وبين مذاهب الجماعات ، فنسأل الله لنا وللمسلمين رحمته وفضله فإنّه لا يملك رحمته وفضله إلاَ هو .






بقلم الشيخ أحمد حسين السبيعي

السبت، أغسطس 13، 2011

هل للكافر ولاية على المسلمين؟

الكافر ليس له ولاية على المسلم ويجب جهاده وتبديله

ولكن تبديله من الجهاد والجهاد مشروط بإعداد العدة والقوة ومن قبله الإعداد النفسي الإيماني المتمثل بكلمتي الألباني ( التصفية والتربية )

كما أنه لابد أن يكون جهادا لرفع راية ( لا إله إلا الله ) وليس جهادا لخبز ومنصب وسعة عيش وغيرها من أمور الدنيا المباحة
فضلا أن يكون جهادا لكفر ومحرم كمن يخرج لإقامة الديمقراطية ودين المساواة بين الأديان والأجناس !!

فقد نهانا صلى الله عليه وسلم عن الجهاد تحت راية عمية ، فما بالك بالجهاد تحت المناداة بالديمقراطية والمساواة الكفرية ؟!

والجهاد يكون بشرع الله لا بشرع الكفار
فأي عقل اليوم يرضى بجهاد دون سلاح ؟! بل وينادى فيه بترك السلاح ؟! وأي عقل ينادي بجهاد عن طريق المظاهرات ؟!
لا عقل ولا شرع ينادي بذلك
اللهم إلا عقول وشرع الكفار وهو الاستناد على القوانين الدولية العالمية التي تجرم قتل العزل من السلاح وتهدد من يفعله بالمعاقبة فيخرجون استنادا على هذه القوانين من قوانين الكفار !
ويحتكمون لها فلا يجنون من ورائها إلا الدمار !
احتكاما منهم لغير شرع الله واستغاثة - ليس بالله - وإنما بتدخل الكفار إذ بضرب العزل منهم ستتدخل القوات الدولية !!
ومن اتكل على شيء وكل إليه

اللهم فرج عن إخواننا المنكوبين وارفع الظلم عنهم وأزل الظالم بعدلك وشرعك بأيدي عباد لك دانوا بدينك ونادوا بوحدانيتك

بقلم جاسم الكوهجي