السبت، مايو 19، 2012

سؤال حول إنكار منكر معين ودعوة الناس لسماع هذا المنكر

(تعليق حول إنتقاء بعض المنكرات وتخصيصها بالإنكار مع الإثارة جوابا على سؤال حول إنكار منكر معين ودعوة الناس لسماع هذا المنكر )

أولا في هذا العمل ترويج لهذا المنكر ونشر لباطله وتعريض المؤمنين للفتن . والباطل كثير جداً وفي كل اللغات أعني باطل الزندقة والكفر والردة فلماذا ينتقى منه بعضه ليعامل هذه المعاملة من الإنكار ويترك غيره ؟ هل وراء هذا الإنتقاء أهل علم من أهل السنة قدروا المصلحة والمفسدة في هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوفر الشروط التي شرعها الله تبارك وتعالى لمشروعية الأمر والنهي وحتى يحقق ويتحقق به مقصود الشريعة؟

ولا يعني كلامي هذا لا من قريب ولا من بعيد إقرار الباطل أو الرضى به أو الدفاع عنه - عياذا بالله - كما يتهمنا بعض الظالمين بتحريم إنكار المنكرات العامة -كما يسمونها- لكن المقصود إحياء مذهب السلف الصالح رحمهم الله تعالى في رد الباطل ، وتوضيح حقيقة مذهب الجماعات الإسلامية السياسي الذي يقوم على الإنتقاء المقصود لبعض المنكرات ،لا لتحقق حصول الضرر بها لكن لشناعتها وقبحها الواضح الذي يثير غضب المؤمنين ، فيحصل بإثارتها تحريك العواطف وكسب التعاطف الذي هو لب عمل هذه الجماعات في إيجاد القضايا العامة التي تجمع الناس حولهم ومعهم ويبقى حق تحديد القضية الدينية العامة بأيديهم - وإن كان يوجد من إخواننا المسلمين الصادقين من يريد نصر الدين ويتأثر من حيث لا يعلم بمذاهب هذه الجماعات الإسلامية لنقص علمه في الفرقان القائم بين دعوة أهل السنة وبين الجماعات الإسلامية السياسية -بينما توجد منكرات عظيمة تضر الدين وأهل الدين كما تفشى -مثلا - في هذا الزمن من تبني شعارات الكفار ونظمهم ومبادئهم كالديمقراطية والتعددية والحرية وغيرها فبدلا من أن تجد إنكارا من قبل الجماعات لبعض معانيها الفاسدة المخالفة للكتاب والسنة تجد تحريفا للدين ليتمشى معها وتجد نصرة لها ومدافعة عنها ، ولو تكلم علماء السنة بمسائل مهمة لم تجد من التفاعل والرواج ما تجده القضايا ذات الصبغة الخاصة والشروط الخاصة التي تحسن هذه الجماعات إنتقاءها وتهييج المؤمنين بها وتخديرهم في نفس الوقت وصرف أنظارهم عن ضلالاتها وبدعها- وإياك واحذر أن تسميها أخطاءها-؛فلينتبه المؤمن الصادق وصاحب السنة الحاذق لمثل هذه القضايا وليفرق بين السنة والبدعة ؛ وبين جهاد أهل السنة وجهاد أهل البدعة والله الموفق

وتأمل أيها الصادق في إيمانه واتباعه في المسائل والقضايا التي عاش ويعيش العلماء من أجلها ويتكلمون بها وينشرونها ويحرصون عليها -كابن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله مثلا-هل تجدها قضايا عامة تثير الناس ويندفعون إلى تبنيها ؟ كما أن من مذهب أهل السنة في إنكار بعض المنكرات وفي بعض الأحوال الإعراض عنها حتى تموت ولا يساعد الجهر بالإنكار بها في رواجها ، وتعميم سماع شرها ،ولا يردون إلا ما تحققت مفسدته على الإسلام والمسلمين بالشبهة أو عموم البلوى على علم وتفصيل يرجع إليه في مواضعه . إن فهم هذه المسألة حق الفهم يبين أنه خلاف كبير وفرقان بين دعوتين وكلمتين ،وليس خلافا صوريا أو في الوسائل والأولويات كما تقوله الجماعات .إنه خلاف عميق في أصل فهم الدين والعمل به والله الهادي إلى سواء السبيل.



الشيخ أحمد السبيعي حفظه الله

الثلاثاء، مايو 08، 2012

مصطلح "الخطاب الإسلامي" المحدث فيه جناية على معاني الدين

متابعة الخطاب الإسلامي !من الأمور المضحكة من ناحية السخف والمبكية من ناحية الدين تسمية كلام المنتسبين للحداثة الإسلامية الجديدة خطابا إسلاميا وإذا تجاوزنا أحكام هذه المصطلحات المحدثة وجنايتها على الوحي والعلم وما تتضمنه من معان محدثة حيث لم يعرفها الرسول ولا الصحابة ولا التابعين وقد كمل دينهم فالخطاب الإسلامي عندهم ليس كلام الله ولا كلام رسوله ولا كلام أهل العلم في الفقه والحديث والعقيدة لكنه منحصر في جهود وكتابات القوم المحدثة .

لفت نظري لهذه اللفظة استعمال فهمي هويدي لها حين قال تعليقا على نقد سماحة الوالد الشيخ ربيع حفظه الله لمحمد الغزالي الكاتب المشهور فقال هويدي أنه قد تتبع الخطاب الإسلامي ثلاثين سنة فلم يسمع عن الشيخ ربيع ؟ فطبعا لن تسمع بالشيخ ربيع ولا بغيره من أهل العلم لأن  فهمكم للدين فضلا عن خطابكم لا شأن له بالإسلام والعلوم والأحكام التي يشتغل فيها أهل العلم ويخدمونها وخروج الخطاب الإسلامي المحدث عن جهود وكلام أهل العلم بإعتراف وتصريح هويدي دليل واضح يضاف إلى ألوف الأدلة على أن ما يشتغل به الدعاة أمر أجنبي عما يشتغل به أهل العلم وكفى بذلك برهانا على الفرق بين طريق أهل السنة وطريق الجماعات الإسلامية السياسية (أهل البدعة)..

الشيخ أحمد حسين السبيعي

الخميس، أبريل 19، 2012

حديث حول ما كانت عليه الجزيرة العربية من التفرق و الفتن


قال الشيخ الفقيه عبيد الجابري حفظه الله تعالى:



ونظرنا في حال أهل بلدنا خاصة وخلق لا يحصون من أقطار الإسلام قد بلوا بدعاة سوء وفرقة تمكنت من قلوبهم ـ أعني هؤلاء دعاة السوءـ الشهوات والشبهات، فنفذوا إلى الأمة وبثوا خلالها أفكارا مسمومة تفرق الجماعة وتشتت الأمة، فهم ساعون سعيا حثيثا على تفريق الكلمة وإعادة الأمة إلى ما كانت تعيشه في سابق عهدها من الهمجية والغوغائية والفوضى وحرفهم عن السنة و المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها؛ كي يميل الناس إلى معسكر الشرق أو الغرب الكافرين شاءوا أم أبوا، وسأذكر لاحقا أمثلة، وأحببت أن أضمن هذا الحديث أولا نبذة تاريخية تصور حال بلدنا وما كانت عليه من جاهلية جهلاء وضلالة عمياء وغارات سلب و نهب فلا يحكمها إلا شريعة الغابة كما يقولون



ويظهر لي أن هذا بدأ حين تفككت دولة بني عباس أو سقطت في أيدي التتار في عام 656



وقد حدثنا كبار السن الذين تزيد أعمارهم فوق المئة منهم من هو موجود الآن ومنهم من مضى غفر الله لنا ولهم؛ فلا سبل مؤمنة ولا راية للتوحيد و السنة مرفوعة ولا سلطان يوزع به الطغام ويقام به شرع الله وعلى رأسه التوحيد، كان الشرك ضارب أطنابه في هذه الجزيرة بلد الحرمين وما جاورهما و التي أصبحت بعدُ معروفة بالمملكة العربية السعودية، ولما أن أراد الله سبحانه وتعالى أن يعلي راية التوحيد والسنة ويحكم شرعه في جميع أمور الناس وحياتهم وأراد أن يضمحل الشرك والخرافة وتولي وتنشمر، وتصبح الأرض وأهلها هنا في بلدي وبين قومي في هذه المملكة حرسها الله هيأ رجلين خيرين صالحين نحسبهما كذلك والله حسيبهما وهما: الإمام العالم الداعية إلى تجديد ما إندرس من معالم الدين من معالم التوحيد من معالم الشريعة وهو الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، و الإمام الآخر هو الأمير محمد بن سعود رحمه الله

فاجتمعت كلمة الرجلين بعزيمة وصدق نية ـ إن شاء الله ـ على الدعوة إلى التوحيد، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب داعية والإمام الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية آنذاك ناصرا ومؤيدا، وما مضى وقت إلا وصارت الدرعية ـ وهي قرية صغيرة من قرى نجد ـ شامخة عالية قاعدة لدولة تنشر التوحيد والسنة



واستجاب لهذه الدعوة المنصفون والعقلاء والفطناء من أهل العلم والفضل الذين أحبوا السنة فناصروها مع بعد الشقة عن المجددَين الشيخ والأمير



وممن ناصرها الإمام محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله وغيرهم في المشرق و المغرب، لأن ذينكم الإمامين لم يرفعا شيئا في دعوتهما إلا الإسلام والسنة؛ التوحيد و السنة



ومضى وقت ثم مضى قدر الله سبحانه وتعالى أن يكون هناك ضعف وتفكك وهذه سنة الله في خلقه؛ يبتلي بالنعم ليظهر شكر الشاكرين، ويبتلي بالمصائب ليظهر صبر الصابرين، و في الحديث الصحيح ما هو إشارة إلى هذا، قال صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم

عصفت هذه العاصفة من التفكك وعاد الناس ـ إلا من رحم الله ـ فوضى



وحدثنا من أدركوا ذلك أن من له ثأر يدخل مع من يصلي في المسجد النبوي يرقبه فإذا خرج من المسجد قتله لأنه لا سبيل مؤمنة ولا سلطان نافذ الكلمة يقيم حدود الله، بل كانت مقامات التعصب في المسجدين ـ التعصب المذهبي ـ فكل مذهب له مقام



وحدثني كبير سن في المدينة قبل تخرجي في الجامعة الإسلامية على ما أظن في سنة 1390 أو 1391، وهذا الرجل اسمه مصطفى صبر ولا أظنه حيا الآن، قال لا يصلي أهل مذهب خلف إمام آخر من مذهب آخر، فكان كل أهل مذهب ينتظرون إمامهم فكل مقام يصلي فيه إمام، أربعه مقامات، وهذا في عهد تركيا وفي عهد الأتراك



بل حدثني رجل أعمى اسمه سليمان المزني يوم كنت أدرس في الجامعة الإسلامية أو في المعهد العلمي قبل ذلك؛ حدثني أن عامل تركيا على المدينة ـ وهذا في آخر الدولة التركية ـ أحمد فخري لا يخرج من قصره إلى ضاحية من ضواحي المدينة حتى يطلب الحماية ـ الجيرة ـ وبوادير يسمونها الوجه، فإذا انبرى له شيخ قبيلة ودخل في حمايته خرج.



ولما أراد الله سبحانه وتعالى لأهل هذه الجزيرة من جديد أن يعود إليها التوحيد والسنة في كامل ربوعها وأن تجتمع كلمتها وأن تولي الخرافة و الفوضى والهمجية و الغوغائية وغارات السلب و النهب ـ التي كان من البيوت من يمسي غنيا و يصبح فقيرا وأخرى تصبح غنية و تمسي فقيرة ـ



ولما أراد سبحانه وتعالى تأمين السبيل وأن يعيش الناس في أمن وأمان على النفس على الدين والعرض والنفس والمال وأن يكون الناس محكومين بشرع الله تقام فيه الحدود على الكبير و الصغير و الشريف و الوضيع  البدوي و الحضري هيأ الله رجلا صالحا وكان الشيخ عبد العزيز رحمه الله يترضى عنه يقول عليه رحمة الله ورضوانه، إنه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود ، فخاض هذه البلاد شرقا وغربا مناصرا من عاصره من أئمة الدعوة رافعين التجديد إلى التوحيد و السنة، فأمن الله به السبل وجمع عليه الكلمة، وصار الناس الذين كانوا أعداء ـ سياستهم مع بعضهم غارات السلب و النهب لغياب التوحيد و السنةـ صاروا أحبابا متآلفين متآخين، وصاروا متعاملين حتى إنه انتشرت بينهم المصاهرة و المشاركة في الأمور المالية عن طريق التجارة أو المضاربة أو غير ذلك



و أصبح الرجل الذي كان لا يستطيع مغادرة بيته ولا ينام إلا وهو محتضن بندقيته يجوب هذه الجزيرة شرقا وغربا والتي توحدت على هذا المسمى المملكة العربية السعودية



وقد أدركنا قبل ما يزيد على 50 سنة بقليل أن الناس صنفان: صنف أهل طاعة وتدين وإقبال على ما تيسر لهم من العلم و التعليم، وصنف أهل معاصي عندهم من الفسق ما عندهم، لكن كلا الصنفين مجتمعون على السمع و الطاعة لولي الأمر الملك عبد العزيز رحمه الله ونوابه وأمرائه والملوك من أبنائه من بعده، حتى وفدت وافدة الجماعات الدعوية الحديثة التي كلها ضالة مضلة؛ وعلى رأس هذه الجماعات جماعتان:



إحداهما: جماعه التبليغ الهندية الصوفية المقنعة



والأخرى: جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر في منتصف القرن الماضي أظن في منتصف القرن العشرين كما يسمونه هم، أسسها حسن البنا


فلما وفدت وافدة هاتين الجماعتين كان تفريقا للكلمة وانتماءات حزبية مختلفة، وما نجا منها إلا من شاء الله سبحانه وتعالى، ولله الحمد و المنة أهل التوحيد و السنة لهم سلطانهم وكيانهم لأنهم اجتمعت كلمتهم على إمامهم، فقد تجد بل كثير من البيوت أهله أحزاب متنافرة؛ هذا تبليغي وهذا إخواني وهذا قطبي محترق وهذا سروري وهذا تكفيري جلد إلى غير ذلك.

رابط المادة:
http://www.youtube.com/watch?v=CdG0G6zXD0I&feature=youtube_gdata_player