واللهِ لقد رأينا أصحاب هذه الشعارات ، رأينا زيف هذه الشعارات في السودان، دعوة إلى وحدة الأديان! وتشييد الكنائس!! وتشييد القبور!!!
وسحق الأمة سحقاً في دينها ودنياها، أصحاب الشعارات تسابقوا في نشر شعاراتهم المزيفة ليبعدوا الناس عن منهج الحق!
إن كنتم عقلاء وتريدون الله والدار الآخرة فقد بين الله لكم ولم يترك لكم أي عذر، وهذا الجهاد الأفغاني الذي ذهب ضحاياه ملايين من أموال المسلمين ، وذهب ضحاياه آلاف من شباب المسلمين ، ضحايا قتلوا، وضحايا انحرفوا إلى التكفير والفتن والتفجير وماشابهه، ماذا كان مآل هذا الجهاد القائم على الشعارات الكاذبة وتضليل الأمة واستغلالها؟! إلى ماذا آلٓ؟! وأين فقه الواقع ؟!
نريد الآن أن تستغلوا علم فقه الواقع وتطبقوه في هذه الأيام، رأيتموه في تركيا ، ورائد حزب الرفاه يركع لقبر مصطفى أتاتورك ويعاهده أن يسير على منهجه العلماني، ويلقن ذلك ويتنازل عن شعارات حزبه.
والذين أوقعوه هم في الفتنة يلمعون هذا وهذا وهذا.
كان أصحاب الشعارات يحظرون على السلفي أن يُنكر على أهل البدع الخرافات والبدع ! ويُعارضون من يريد أن ينشر التوحيد والسنَّة في أوساط الشعب الأفغاني الذي تنتشر فيه البدع والخرافات وتشييد القبور!
كان أصحاب الشعارات يحاربون السلفيين إذا أرادوا أن يعلموا هذا الشعب توحيد الله ودينه وأن يخلِّصوه من الخرافات والشرك والبدع! بل يرفعون من شأن هذا الشعب!
لٓـمَّا حُرِم المجاهدون لأجل الكراسي لا لأجل الاسلام لما طُردوا من الكراسي جيشوا الشيوعيين والروافض والباطنية والإسماعيلية على الشعب الأفغاني الذي كان عندهم فوق مستوى الملائكة!!
أخزى الله هؤلاء المخادعين ، لما حرموا الكراسي ظهر كذبهم وكذب شعاراتهم!
هؤلاء لو حكموا الجزيرة بماذا سيحكمون؟! بغير مل أنزل الله!
وسيقوم الشرك والضلال والعلمنة على أنقاض التوحيد والسنة عياذاً بالله من ذلك.
هذه حقيقة لاغبار عليها، فالآن ماهو موقف شبابنا بعد أن تساقطت هذه الشعارات، وفضح الله أهلها فظهروا على حقيقتهم؟! دعوة إلى وحدة الأديان ودعوة إلى العلمانية!!
لماذا ما استفاد شبابنا من هذه التقلبات؟!
من قبل خمس سنوات تعقد المؤتمرات ، وتحضر المنظمات الإخوانية من العالم كله تشارك في مؤتمرات وحدة الأديان، وتصوغ القرارات المؤاخية بين الأديان وبين النصرانية واليهودية، ويخرجون يمدحون ويطبلون لهذه المؤتمرات.
أين عقولكم ياشبابنا؟ وأين العقيدة السلفية؟ وأين المنهج السلفي ؟ وأين الموازين الصحيحة التي نزن بها الأشخاص والمبادئ والعقائد والمناهج؟
يقولون : نفعل .. نفعل..ونفعل، ولاحكم إلا لله.. ولاحكم إلا لله..ولاحكم إلا لله، فإذا وصلوا الكراسي وإذا بهم والله أمريكا تضغط علينا!
والله الجيش يضغط علينا!!.. وتحكمهم أوامر أمريكا ... فإن سرتم هذا المسير وسلكتم هذا الطريق هذه نهايتكم.
ولكن نقول في بداية الطريق: أفيقوا، كان لأبنائنا عذر إذ لم يروا هذا التطبيق وهذا الواقع، وأما وقد تساقطت الشعارات وظهر تطبيقهم ودعواتهم فليس هناك أي عذر.
يا أبنائي، واللهِ إني لكم ناصح أمين، وإني محبٌّ لكم، ولا أرضى أن يمشي أحد في سخط الله لحظة واحدة، ولا أرضى لأحد منكم يا إخوتاه أن يغالط نفسه ،" لايؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه "(١).
واللهِ أحب أن تكونوا كلكم على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله، وعلى منهج الرسول وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومالك والأوزاعي والثوري والحمادين وأحمد بن حنبل والشافعي وأئمة الإسلام، عقائد صحيحة، ومنهج صحيح، وولاء وبراء صحيحان.
يا إخوتاه، الولاء والبراء نعطيه لأهل البدع؟! نوالي فيهم ونعادي فيهم وهو أوثق عرى الإيمان؟!
كلكم تعرفون ماقال الرسول ﷺ :" أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله"(٢)
هل قمنا بمقتضى هذا الحديث من الحب في الله والبغض فيه-جل وعلا- على الوجه الصحيح؟!
أصارحكم واللهِ : أنِّي أرى الولاء في الغالب لأهل البدع، والعداء في الغالب عند كثير من الناس لأهل السنة!
هذا شيء كثير، فأنتم تُعذرون يا إخوتاه من وقع في شبكة هؤلاء المضللين إلى حَدٍّ ما يُعذَر، لكن بعد البيان قامت الحجة عليه.
واللهِ لقد أقام الله الحجة، ويمكن أن أهل السنة ضعفاء مايستطيعون أن يقيموا لكم كل حجة، فأقام الله الحجة من واقع هؤلاء ومن تطبيقاتهم، بعد أن وصلوا إلى سدة الحكم فلم يقدموا للإسلام إلا الهلاك، ماقدموا للإسلام والأمة إلا مايسحقها ويمحقها ويهلكها، ولم يقدموا شيئاً مما وعدوا به، بل ضد ما وعدوا به إلى أبعد الحدود.
الصحف تنشر، الإذاعة تذيع، كل شيء واضح، والواقع يشهد ، ماذا نقول الآن؟ ماقامت عليكم الحجة؟
والله قامت عليكم الحجة يا إخوان، استطردت في الكلام وجرَّني بعضه إلى بعض؛ لأن هذه من واجبات العلم، وهو البيان والبلاغ والتوضيح للناس والنصيحة للناس، والله هذا من لب العلم، بيان حقيقة أهل البدع، وكشف عوراهم ، وفضحهم من صميم الدين.
الآن يقولون في السلفيين : فقط مالهم إلا السب!
علي بن أبي طالب أوقف الزحف، وشرع يقاتل أهل البدع، والرسول ﷺ أمره بقتل أهل البدع الخوارج:"اقتُلُوهُم.... لئن أَدرَكتُهُم لَأٓقتُلَنَّهُم قتل عادٍ"(٣)
أما التحذير ، فحذر الرسول ﷺ ، وحذر الصحابة-رضوان الله عليهم-، وحذر أئمة الإسلام ، و أوجبوا هذا التحذير ، ولايكون المؤمن ناصحاً لأمته إلا إذا حذر وبين، وإلا يكون كاتماً للعلم غاشاً لله ولعباده المؤمنين .
أتظنون من يسكت على هذا الواقع المرير ويُلبس عليكم أيكون هذا ناصحاً لكم ويريد لكم السعادة في الدنيا والآخرة؟ لا واللهِ، لا واللهِ يا إخوتاه.
فالشاهد: إنَّا واللهِِ مانكتم العلم، وأنا أنصح، واللهِ كتبنا تحذيراً منهم، نعوذ بالله، نسأل الله أن يعافينا من الأهواء، وليس لنا أيُّ غرض، ناس ماتوا، وناس أحياء واللهِ مابيننا وبينهم خصومة في مال ولا في دم ولا في عرض، الخصومة
{هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ } [الحج: ١٩].
واللهِ بٓيَّنَا ماعندهم من الضلال، تبصيراً لأبنائنا وإخواننا وتمييزاً لهم بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، والسنة والبدعة ، وأهل الحق وأهل الباطل، وأهل الهدى وأهل الضلال.
وهذا ليس مسلكاً جديداً، هذا مسلك شرعه الله، وشرعه رسوله ﷺ ، وقام عليه الصحابة والتابعون وأئمة الهدى، ورأوه من الجهاد، وأفضل من الجهاد.
هذا البيان إنقاذ الناس من حبائل أهل البدع أفضل جهاد، وأفضل من الضرب بالسيوف-واللهِ-، وقاله العلماء المعتبرون البصراء، قال هذا الكلام الذين يعرفون حقيقة النصيحة لهذه الأمة، وأنه أمر واجب، وأن المرء يجب أن يكون كالنذير العريان ضد الشر وأمور أهل البدع.
كيف ترى أن تستريح أيها المؤمن الناصح وأنت ترى أهل البدع يكيدون وأهل الفتن والفساد يكيدون لأبنائك وإخوانك في العقيدة والمنهج؟! كيف تستريح؟!
واللهِ مانستريح، واللهِ أحياناً ماننام، حزناً على أبنائنا، وخوفاً عليهم من ضياع دينهم ودنياهم، لاتظنوا أن هذه شكوى و...وخدمة وعمالة، لا واللهِ،
ما نبين إلا لوجه الله -تبارك وتعالى-، ونرى هذا من أوجب الواجبات وأفرض الفرائض، نقوم به لله رب العالمين.
لاتظنوا يا إخوة! الظن السوء فتتهموا الناس، لاتتبعوا الشائعات الكاذبة الشيطانية فتسيئوا الظن بإخوانكم وآبائكم والمحبين لكم والغيورين عليكم والناصحين لكم ، واللهِ إنه من منطلق النصيحة، وأن من لايسلك هذا المسلك- أو على الأقل يُؤيِّده- فإنَّما هو: غشَّاش خائن يريد لكم الدمار من حيث يشعر أو لايشعر ، ويقودكم إلى الهلاك من حيث يدري أو لايدري.
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: ١١٢].
أنتم تعرفون كيف كان واقع هذه الجزيرة: جهل، ضلال، شرك، خرافات، وبدع، ثم أنقذها الله بالدعوة السلفية التي الآن لايقام لها وزن حتى أصبح بعض الناس يقول: أنا لست سلفياً ! يراه انتساباً غريباً، ومنكراً، وتزكية باطلة!!
وكم تثار من مشاكل على هذه اللفظة، وليس الهدف هي، ليس الهدف هذه اللفظة ، الهدف ما ورائها، الهدف إزالة محتواها، والبغض لما تحتوي، وإن كان كثير من المساكين يرددون هذا من حيث لايدرون.
ألا تعرفون يا إخوة أنه لمَّا قامت الحرب بين إيران والعراق كان الإخوان المسلمون مع إيران الرافضية معها يؤيدونها في مؤتمراتهم، وفي صفوفهم،وفي مجلاتهم، وصدام عندهم كافر، وعلماني، وبعثي، فيه كل شيء....
ولما وجه حربه لبلاد التوحيد قالوا: مؤمن مؤمن مؤمن! وراح شباب من العالم كلهم رُبِّي على محاربة الطواغيت يعني عقوداً من السنين، في عشية وضحاها أصبح كثير في العالم يردد كالببغاوات مايريده الإخوان المسلمون لما وجه هذا البعثي... قبل حرب إيران وأيام حرب إيران وبعد حرب إيران ونحن واللهِ نعاديه، واللهِ إني كنت أقول: لو عندي جيش لأغزون صداماً والأسد قبل اليهود والنصارى، ومازلت أبغضهما ولله الحمد، مانتلون مع الأحداث، نمشي على منهج واحد.
لكن هؤلاء اليوم بلون وغداً بلون! هذه تقلبات سياسية مثل أمريكا وراء مصالحها......هؤلاء وراء المصالح..وراء المصالح!
لما يحارب صدام الروافض كافر ، لما يحارب بلاد التوحيد والسنة مؤمن، وعبدالله المؤمن، ويريدون أن يبايعوه!.... لماذا؟ لأن هؤلاء يريدون القضاء على التوحيد، لأنهم صوفية وخرافيون قبوريون و روافض، ومزجوا بين المذاهب الضالة، فتجمعت الأحزاب الصوفية وحاربت الدعوة السلفية قروناً.
وعرفتم أن الصوفية هي التي قضت على دولة التوحيد وعلى دولة آل سعود السلفية في ذلك الوقت.
والحمدالله إن شاءالله هي تسير على المنهج السلفي، وإن كان عندها أخطاء نبرأ إلى الله منها، واللهِ مايحاربون هذه البلاد إلا لأجل أنفسهم، هذه الحكومة عندها أخطاء، لكنها واللهِ من فضل الله إنها قائمة على الجامعات والمدارس، تشيد الجامعات والمدارس والمساجد بالتوحيد والعقيدة واللهِ ماتترك مجالاً للخرافات .
أهل البدع رؤوسهم منكوسة ، راياتهم منكوسة، مايستطيعون أن يرفعوا راياتهم، لأن راية السنة مرفوعة هنا، ولكن واللهِ لو تستمر الأوضاع هكذا وينجر شبابنا وراء الشعارات الفارغة الكاذبة التس فضحها الله والله لترتفعن أعلام البدع ، ولتنتكسن أعلام السنة، وتعود الأمور إلى ماكانت عليه من جهل وشرك وضلال.
ولكن يا إخوة أنا أعيذكم بالله أن يصير بعضنا لايعرف معروفاً ولاينكر منكراً ، بل قد يصل إلى ماهو أسوأ من هذا أن يرى المعروف منكراً والمنكر معروفاً، هذا شيء ملموس.
فاستعيذوا بالله ياشباب، وأفيقوا، واحمدوا الله على نعمة التوحيد وعلى نعمة السنة ، السنة عزيزة في هذا البلد وقائمة ، وحتى هؤلاء الذين يكيدون لهذه السنة واللهِ يتسترون تحت ستارها، ينفذون كل مايريدون تحت ستار السنة والمنهج السلفي! ينفذون كل مايريدون من خططهم المهلكة المدمرة،
ماذا يريدون لك من الخير إذا كنت على عقيدة صحيحة، واللهُ أغناك ديناً ودينا عن البدع والضلالات وأهلها، وأهل البدع واللهِ يحتاجون ما عندك من الخير، وماعندك من العقيدة، وماعندك من الدنيا، وأنت تتنازل عن عقيدتك، وتتنازل عن دنياك وأنت غنيٌّ عنهم وتتبعهم!
ما رأيت في التاريخ أغرب من هذا !... واللهِ ما رأيت في التاريخ كهذا!
إن الناس على هدى وعلى علم ، والتوحيد عندهم، والكتاب والسنة عندهم، والدنيا عندهم، أفاض الله عليهم من الدنيا وخيراتها ما لايعلمه إلا الله، ويأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فيعبث بعقولهم أهل البدع والأهواء، وإذا بهم يركضون وراءهم.
فنحن واللهِ غيرة عليكم... واللهِ غيرة لكم، ونريد لكم واللهِ عز الدنيا والآخرة، نريد أن تتعلَّموا العلم الشرعي الصحيح، العلم الصحيح الذي جاء به محمد ﷺ ، وتتمسكوا بسنة محمد ﷺ ، وتعضوا عليها بالنواجذ ، و واللهِ لهي أغلى عندنا من الدنيا وما عليها، وإن الدنيا ببترولها وذهبها لاتزن عند الله جناح بعوضة.
و:"لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ماسقى كافراً منها شربة ماء"(٤).
و:" لأن أقول: سبحان الله وبحمده أحب إلي مما طلعت عليه الشمس" (ه).
هذه العقيدة ليس من السهل أن نتنازل عنها، هذا دين، لمَّا يقول : سبحان الله ، والحمدالله، سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم خير من الدنيا ومما طلعت عليه الشمس... "إلى آخر كلامه حفظه الله"
المصدر: كتاب مرحباً ياطالب العلم ص(٢٣-٣٤):
_________________
[١] أخرجه البخاري(١٣)،ومسلم (٤٥) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
[٢] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢١٥/١١) من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
[٣] أخرجه البخاري (٧٤٣٢،٤٣٥١)، ومسلم
( ١٠٦٤)
[٤] أخرجه الترمذي ( ٢٣٢٠) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"( ٥٢٢٩).
[٥] أخرجه مسلم (٢٦٩٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظه: "لأن أقول: سبحان الله، والحمدالله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس".