الخميس، مايو 22، 2014

الدعوة بإلقاء المحاضرات المضحكة / الشيخ صالح الفوزان

سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى:
أحسن الله إليكم وهذا سائل يقول:
هل الدعوة بإلقاء المحاضرات المضحكة حتى يقبل الشباب ويحب الدعوة والاستقامة من الوسائل الدعوية الصحيحة؟

فأجاب حفظه الله:
أمور الدين ما يدخلها شيء من هذه الأمور والاجتهادات، أمور الدين أمور جِد وأمور حزم وبيان، ما يدخلها المضحكات والملهيات، هذا مما أحدثه بعض الناس الذين يزعمون أنهم دعاة، وليس كذلك، ماكان الرسول ﷺ يدعو الناس بهذه الأمور، كان يتلو عليهم القرآن ويدعوهم ويأمرهم وينهاهم، ما كان يجيب لهم مضحكات وأشياء من هذه التوافه التي يستعملها من ينتسبون إلى الدعوة الآن.


الأربعاء، مايو 07، 2014

أصحاب الشعارات/ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله


واللهِ لقد رأينا أصحاب هذه الشعارات ، رأينا زيف هذه الشعارات في السودان، دعوة إلى وحدة الأديان! وتشييد الكنائس!! وتشييد القبور!!!
وسحق الأمة سحقاً في دينها ودنياها، أصحاب  الشعارات تسابقوا في نشر شعاراتهم المزيفة ليبعدوا الناس عن منهج الحق!

إن كنتم عقلاء وتريدون الله والدار الآخرة فقد بين الله لكم ولم يترك لكم أي عذر، وهذا الجهاد الأفغاني الذي ذهب ضحاياه ملايين من أموال المسلمين ، وذهب ضحاياه آلاف من شباب المسلمين ، ضحايا قتلوا، وضحايا انحرفوا إلى التكفير والفتن والتفجير وماشابهه، ماذا كان مآل هذا الجهاد القائم على الشعارات الكاذبة وتضليل الأمة واستغلالها؟! إلى ماذا آلٓ؟! وأين فقه الواقع ؟!
نريد الآن أن تستغلوا علم فقه الواقع وتطبقوه في هذه الأيام، رأيتموه في تركيا ، ورائد حزب الرفاه يركع لقبر مصطفى أتاتورك ويعاهده أن يسير على منهجه العلماني، ويلقن ذلك ويتنازل عن شعارات حزبه.
والذين أوقعوه هم في الفتنة يلمعون هذا وهذا وهذا.
كان أصحاب الشعارات يحظرون على السلفي أن يُنكر على أهل البدع الخرافات والبدع ! ويُعارضون من يريد أن ينشر التوحيد والسنَّة في أوساط الشعب الأفغاني الذي تنتشر فيه البدع والخرافات وتشييد القبور!

كان أصحاب الشعارات يحاربون السلفيين إذا أرادوا أن يعلموا هذا الشعب توحيد الله ودينه وأن يخلِّصوه من الخرافات والشرك والبدع! بل يرفعون من شأن هذا الشعب!

لٓـمَّا حُرِم المجاهدون لأجل الكراسي لا لأجل الاسلام لما طُردوا من الكراسي جيشوا الشيوعيين والروافض والباطنية والإسماعيلية على الشعب الأفغاني الذي كان عندهم فوق مستوى الملائكة!!

أخزى الله هؤلاء المخادعين ، لما حرموا الكراسي ظهر كذبهم وكذب شعاراتهم!

هؤلاء لو حكموا الجزيرة بماذا سيحكمون؟! بغير مل أنزل الله!
وسيقوم الشرك والضلال والعلمنة على أنقاض التوحيد والسنة عياذاً بالله من ذلك.

هذه حقيقة لاغبار عليها، فالآن ماهو موقف شبابنا بعد أن تساقطت هذه الشعارات، وفضح الله أهلها فظهروا على حقيقتهم؟! دعوة إلى وحدة الأديان ودعوة إلى العلمانية!!

لماذا ما استفاد شبابنا من هذه التقلبات؟!

من قبل خمس سنوات تعقد المؤتمرات ، وتحضر المنظمات الإخوانية من العالم كله تشارك في مؤتمرات وحدة الأديان، وتصوغ القرارات المؤاخية بين الأديان وبين النصرانية واليهودية، ويخرجون يمدحون ويطبلون لهذه المؤتمرات.

أين عقولكم ياشبابنا؟ وأين العقيدة السلفية؟ وأين المنهج السلفي ؟ وأين الموازين الصحيحة التي نزن بها الأشخاص والمبادئ والعقائد والمناهج؟ 

يقولون : نفعل .. نفعل..ونفعل، ولاحكم إلا لله.. ولاحكم إلا لله..ولاحكم إلا لله، فإذا وصلوا الكراسي وإذا بهم والله أمريكا تضغط علينا!
والله الجيش يضغط علينا!!.. وتحكمهم أوامر أمريكا ... فإن سرتم هذا المسير وسلكتم هذا الطريق هذه نهايتكم.

ولكن نقول في بداية الطريق: أفيقوا، كان لأبنائنا عذر إذ لم يروا هذا التطبيق وهذا الواقع، وأما وقد تساقطت الشعارات وظهر تطبيقهم ودعواتهم فليس هناك أي عذر.

يا أبنائي، واللهِ إني لكم ناصح أمين، وإني محبٌّ لكم، ولا أرضى أن يمشي أحد في سخط الله لحظة واحدة، ولا أرضى لأحد منكم يا إخوتاه أن يغالط نفسه ،" لايؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه "(١).

واللهِ أحب أن تكونوا كلكم على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله، وعلى منهج الرسول وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومالك والأوزاعي والثوري والحمادين وأحمد بن حنبل والشافعي وأئمة الإسلام، عقائد صحيحة، ومنهج صحيح، وولاء وبراء صحيحان.

يا إخوتاه، الولاء والبراء نعطيه لأهل البدع؟! نوالي فيهم ونعادي فيهم وهو أوثق عرى الإيمان؟! 

كلكم تعرفون ماقال الرسول ﷺ :" أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله"(٢)

هل قمنا بمقتضى هذا الحديث من الحب في الله والبغض فيه-جل وعلا- على الوجه الصحيح؟!

أصارحكم واللهِ : أنِّي أرى الولاء في الغالب لأهل البدع، والعداء في الغالب عند كثير من الناس لأهل السنة!

هذا شيء كثير، فأنتم تُعذرون يا إخوتاه من وقع في شبكة هؤلاء المضللين إلى حَدٍّ ما يُعذَر، لكن بعد البيان قامت الحجة عليه.

واللهِ لقد أقام الله الحجة، ويمكن أن أهل السنة ضعفاء مايستطيعون أن يقيموا لكم كل حجة، فأقام الله الحجة من واقع هؤلاء ومن تطبيقاتهم، بعد أن وصلوا إلى سدة الحكم فلم يقدموا للإسلام إلا الهلاك، ماقدموا للإسلام والأمة إلا مايسحقها ويمحقها ويهلكها، ولم يقدموا شيئاً مما وعدوا به، بل ضد ما وعدوا به إلى أبعد الحدود.

الصحف تنشر، الإذاعة تذيع، كل شيء واضح، والواقع يشهد ، ماذا نقول الآن؟ ماقامت عليكم الحجة؟

والله قامت عليكم الحجة يا إخوان، استطردت في الكلام وجرَّني بعضه إلى بعض؛ لأن هذه من واجبات العلم، وهو البيان والبلاغ والتوضيح للناس والنصيحة للناس، والله هذا من لب العلم، بيان حقيقة أهل البدع، وكشف عوراهم ، وفضحهم من صميم الدين.

الآن يقولون في السلفيين : فقط مالهم إلا السب! 

علي بن أبي طالب أوقف الزحف، وشرع يقاتل أهل البدع، والرسول ﷺ أمره بقتل أهل البدع الخوارج:"اقتُلُوهُم.... لئن أَدرَكتُهُم لَأٓقتُلَنَّهُم قتل عادٍ"(٣)

أما التحذير ، فحذر الرسول ﷺ ، وحذر الصحابة-رضوان الله عليهم-، وحذر أئمة الإسلام ، و أوجبوا هذا التحذير ، ولايكون المؤمن ناصحاً لأمته إلا إذا حذر وبين، وإلا يكون كاتماً للعلم غاشاً لله ولعباده المؤمنين .

أتظنون من يسكت على هذا الواقع المرير ويُلبس عليكم أيكون هذا ناصحاً لكم ويريد لكم السعادة في الدنيا والآخرة؟ لا واللهِ، لا واللهِ يا إخوتاه.

فالشاهد: إنَّا واللهِِ مانكتم العلم، وأنا أنصح، واللهِ كتبنا تحذيراً منهم، نعوذ بالله، نسأل الله أن يعافينا من الأهواء، وليس لنا أيُّ غرض، ناس ماتوا، وناس أحياء واللهِ مابيننا وبينهم خصومة في مال ولا في دم ولا في عرض، الخصومة
{هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ } [الحج:  ١٩].

واللهِ بٓيَّنَا ماعندهم من الضلال، تبصيراً لأبنائنا وإخواننا وتمييزاً لهم بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، والسنة والبدعة ، وأهل الحق وأهل الباطل، وأهل الهدى وأهل الضلال.

وهذا ليس مسلكاً جديداً، هذا مسلك شرعه الله، وشرعه رسوله ﷺ ، وقام عليه الصحابة والتابعون وأئمة الهدى، ورأوه من الجهاد، وأفضل من الجهاد.

هذا البيان إنقاذ الناس من حبائل أهل البدع أفضل جهاد، وأفضل من الضرب بالسيوف-واللهِ-، وقاله العلماء المعتبرون البصراء، قال هذا الكلام الذين يعرفون حقيقة النصيحة لهذه الأمة، وأنه أمر واجب، وأن المرء يجب أن يكون كالنذير العريان ضد الشر وأمور أهل البدع.

كيف ترى أن تستريح أيها المؤمن الناصح وأنت ترى أهل البدع يكيدون وأهل الفتن والفساد يكيدون لأبنائك وإخوانك في العقيدة والمنهج؟! كيف تستريح؟! 

واللهِ مانستريح، واللهِ أحياناً ماننام، حزناً على أبنائنا، وخوفاً عليهم من ضياع دينهم ودنياهم، لاتظنوا أن هذه شكوى و...وخدمة وعمالة، لا واللهِ،
ما نبين إلا لوجه الله -تبارك وتعالى-، ونرى هذا من أوجب الواجبات وأفرض الفرائض، نقوم به لله رب العالمين.

لاتظنوا يا إخوة! الظن السوء فتتهموا الناس، لاتتبعوا الشائعات الكاذبة الشيطانية فتسيئوا الظن بإخوانكم وآبائكم والمحبين لكم والغيورين عليكم والناصحين لكم ، واللهِ إنه من منطلق النصيحة، وأن من لايسلك هذا المسلك- أو على الأقل يُؤيِّده- فإنَّما هو: غشَّاش خائن يريد لكم الدمار من حيث يشعر أو لايشعر ، ويقودكم إلى الهلاك من حيث يدري أو لايدري.

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: ١١٢].

أنتم تعرفون كيف كان واقع هذه الجزيرة: جهل، ضلال، شرك، خرافات، وبدع، ثم أنقذها الله بالدعوة السلفية التي الآن لايقام لها وزن حتى أصبح بعض الناس يقول: أنا لست سلفياً ! يراه انتساباً غريباً، ومنكراً، وتزكية باطلة!!

وكم تثار من مشاكل على هذه اللفظة، وليس الهدف هي، ليس الهدف هذه اللفظة ، الهدف ما ورائها، الهدف إزالة محتواها، والبغض لما تحتوي، وإن كان كثير من المساكين يرددون هذا من حيث لايدرون.

ألا تعرفون يا إخوة أنه لمَّا قامت الحرب بين إيران والعراق كان الإخوان المسلمون مع إيران الرافضية معها يؤيدونها في مؤتمراتهم، وفي صفوفهم،وفي مجلاتهم، وصدام عندهم كافر، وعلماني، وبعثي، فيه كل شيء....

ولما وجه حربه لبلاد التوحيد قالوا: مؤمن مؤمن مؤمن! وراح شباب من العالم كلهم رُبِّي على محاربة الطواغيت يعني عقوداً من السنين، في عشية وضحاها أصبح كثير في العالم يردد كالببغاوات مايريده الإخوان المسلمون لما وجه هذا البعثي... قبل حرب إيران وأيام حرب إيران وبعد حرب إيران ونحن واللهِ نعاديه، واللهِ إني كنت أقول: لو عندي جيش لأغزون صداماً والأسد قبل اليهود والنصارى، ومازلت أبغضهما ولله الحمد، مانتلون مع الأحداث، نمشي على منهج واحد.

لكن هؤلاء اليوم بلون وغداً بلون! هذه تقلبات سياسية مثل أمريكا وراء مصالحها......هؤلاء وراء المصالح..وراء المصالح!

لما يحارب صدام الروافض كافر ، لما يحارب بلاد التوحيد والسنة مؤمن، وعبدالله المؤمن، ويريدون أن يبايعوه!.... لماذا؟ لأن هؤلاء يريدون القضاء على التوحيد، لأنهم صوفية وخرافيون قبوريون و روافض، ومزجوا بين المذاهب الضالة، فتجمعت الأحزاب الصوفية وحاربت الدعوة السلفية قروناً.

وعرفتم أن الصوفية هي التي قضت على دولة التوحيد وعلى دولة آل سعود السلفية في ذلك الوقت.

والحمدالله إن شاءالله هي تسير على المنهج السلفي، وإن كان عندها أخطاء نبرأ إلى الله منها، واللهِ مايحاربون هذه البلاد إلا لأجل أنفسهم، هذه الحكومة عندها أخطاء، لكنها واللهِ من فضل الله إنها قائمة على الجامعات والمدارس، تشيد  الجامعات والمدارس والمساجد بالتوحيد والعقيدة واللهِ ماتترك مجالاً للخرافات .

أهل البدع رؤوسهم منكوسة ، راياتهم منكوسة، مايستطيعون أن يرفعوا راياتهم، لأن راية السنة مرفوعة هنا، ولكن واللهِ لو تستمر الأوضاع هكذا وينجر شبابنا وراء الشعارات الفارغة الكاذبة التس فضحها الله والله لترتفعن أعلام البدع ، ولتنتكسن أعلام السنة، وتعود الأمور إلى ماكانت عليه من جهل وشرك وضلال.

ولكن يا إخوة أنا أعيذكم بالله أن يصير بعضنا لايعرف معروفاً ولاينكر منكراً ، بل قد يصل إلى ماهو أسوأ من هذا أن يرى المعروف منكراً والمنكر معروفاً، هذا شيء ملموس.

فاستعيذوا بالله ياشباب، وأفيقوا، واحمدوا الله على نعمة التوحيد وعلى نعمة السنة ، السنة عزيزة في هذا البلد وقائمة ، وحتى هؤلاء الذين يكيدون لهذه السنة واللهِ يتسترون تحت ستارها، ينفذون كل مايريدون تحت ستار السنة والمنهج السلفي! ينفذون كل مايريدون من خططهم المهلكة المدمرة، 

ماذا يريدون لك من الخير إذا كنت على عقيدة صحيحة، واللهُ أغناك ديناً ودينا عن البدع والضلالات وأهلها، وأهل البدع واللهِ يحتاجون ما عندك من الخير، وماعندك من العقيدة، وماعندك من الدنيا، وأنت تتنازل عن عقيدتك، وتتنازل عن دنياك وأنت غنيٌّ عنهم وتتبعهم!

ما رأيت في التاريخ أغرب من هذا !... واللهِ ما رأيت في التاريخ كهذا!
إن الناس على هدى وعلى علم ، والتوحيد عندهم، والكتاب والسنة عندهم، والدنيا عندهم، أفاض الله عليهم من الدنيا وخيراتها ما لايعلمه إلا الله، ويأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فيعبث بعقولهم أهل البدع والأهواء، وإذا بهم يركضون وراءهم.

فنحن واللهِ غيرة عليكم... واللهِ غيرة لكم، ونريد لكم واللهِ عز الدنيا والآخرة، نريد أن تتعلَّموا العلم الشرعي الصحيح، العلم الصحيح الذي جاء به محمد ﷺ ، وتتمسكوا بسنة محمد ﷺ ، وتعضوا عليها بالنواجذ ، و واللهِ لهي أغلى عندنا من الدنيا وما عليها، وإن الدنيا ببترولها وذهبها لاتزن عند الله جناح بعوضة.

و:"لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ماسقى كافراً منها شربة ماء"(٤).

و:" لأن أقول: سبحان الله وبحمده أحب إلي مما طلعت عليه الشمس" (ه).

هذه العقيدة ليس من السهل أن نتنازل عنها، هذا دين، لمَّا يقول : سبحان الله ، والحمدالله، سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم خير من الدنيا ومما طلعت عليه الشمس... "إلى آخر كلامه حفظه الله"


المصدر: كتاب مرحباً ياطالب العلم ص(٢٣-٣٤):
_________________
[١] أخرجه البخاري(١٣)،ومسلم (٤٥) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

[٢] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢١٥/١١) من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

[٣] أخرجه البخاري (٧٤٣٢،٤٣٥١)، ومسلم
( ١٠٦٤)

[٤] أخرجه الترمذي ( ٢٣٢٠) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"( ٥٢٢٩).

[٥] أخرجه مسلم (٢٦٩٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظه: "لأن أقول: سبحان الله، والحمدالله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس".

الخميس، يناير 02، 2014

سَببُ عَدمِ تبدِيعِ بَعضِ أَعيَانِ جَمعيَّةِ التُّراثِ، وَالرَّدُّ عَلى مَن وَصَفَ ذَلك بالتَّناقُضِ، ومَوعِظَةٌ لمَن دَاهَنَ أَهلَ الأَهوَاء/ الشيخ أحمد السبيعي

سَببُ عَدمِ تبدِيعِ بَعضِ أَعيَانِ جَمعيَّةِ التُّراثِ، وَالرَّدُّ عَلى مَن وَصَفَ ذَلك بالتَّناقُضِ، ومَوعِظَةٌ لمَن دَاهَنَ أَهلَ الأَهوَاء

للشَّيخِ الفَاضِلِ أحمَد السّبيعي حفظه الله تعالى

 

إنه لا بد هنا لصاحب السنة بعد أن يدرس مثل هذه المعاني وهذه الأحكام لا بد أن يسأل نفسه سؤالاً صادقاً:

الجماعات الإسلامية السياسية هل خلافها مع أهل السنة خلاف في أصول السنة؛ - والذي قد يعبر عنه بالعقدي، وقد يعبر عنه بغير ذلك من العبارات-، يعني هل الخلاف مع الجماعات الإسلامية السياسية خلاف في أصول السنة؟ سنة وبدعة؟ أو هو خلاف مثل الخلاف الذي يقع بين أهل العلم؛ خلاف صواب وخطأ؟ قول راجح وقول مرجوح؟

هذا سؤال مهم، وينبني على الجواب الصحيح عليه من وفق إلى أن يجيب على هذا السؤال جواباً صحيحاً ويهديه الله فإنه في الغالب - لولا بطانة الجماعات - ففي الغالب أنه يهدى إلى ما اختُلف فيه من الحق بإذن الله

هذه مسألة مهمة، وأنتم تتعلمون أن أهل السنة لا ينطلقون ولا يروحون ولا يجيئون إلا بعلمائهم، فأهل العلم والسنة دائماً فيها روح وفيها معنى وفيها أمر الرجوع الى من هو أعلم، هذا هدي السلف جميعاً، ولذلك حتى الأئمة الفحول الكبار مثلاً لو تأتي الإمام مسلم تجد أنه يقال مثلا في ترجمته: لولا البخاري لما راح  ولا جاء، أو كذا، فيها دلالة على هذا المعنى، يعني دائماً الرجوع للعلماء، فنحن علماؤنا معروفون، علماؤنا معروفون؛ ابن باز الألباني ابن عثيمين؛ تكييفهم للنزاع مع الجماعات تكييف سنة وبدعة؟ أو تكييف خطأ وصواب؟ تكييف سنة وبدعة، هذا واضح بفضل الله تبارك وتعالى، بل من إمعانهم في وصف هذا الأمر بأنه سنة وبدعة أنه حتى من يظهر شعار السنة أو ينتسب لما يعرف بالسلفية إذا انتسب إليها على وجهٍ يشعر بعدم الاتباع فإنهم يدرجونهم مع الجماعات، لما علم من هذا الزمان أن هناك جماعات أو طوائف قد تنتسب الى السلفية ولكنها تجري في طريقها وإصلاحها ومسارها على طريقة  الإخوان المسلمين، ولذلك تجد في كلام ابن عثيمين يأتي مراراً وتكراراً هذا التقييد، من إمعانهم في النصيحة رحمهم الله تعالى، وهذا باب بفضل الله تبارك وتعالى واسع وكثير وشواهده كثيرة من أقوال العلماء والأئمة، وما فتوى الإمام ابن باز رحمه الله بوصف الإخوان والتبليغ ونحوهما أنهما فرق منا ببعيد

إذن فاختصاراً للوقت إذا كان الجواب على هذا السؤال بتقرير علمائنا أنه خلاف سنة وبدعة؛ إذا فهذه الجماعات كما يصفها أهل العلم امتداد إلى الفرق القديمة، هذه الجماعات امتداد للفرق القديمة، إذا فهي تأخذ حكمها، لكن تأخذ حكمها في ماذا؟ تأخذ حكمها في أنها مفترقة عن السنة، أنها مفترقة عن طريقة الصحابة والتابعين وأهل العلم وأئمة السنة، تأخذ هذا الحكم كشأن الفرق

يعني الآن هل المعتزلة والجهمية لما العلماء أطلقوا عليهم أنهم من الفرق؛ فالأفراد او الأعيان الذين ينتسبون إلى هذه الفرق هل حكمهم سواء عند أهل العلم والسنة قديما و حديثا؟  لا أبداً، الإمام أحمد؛ الجهمية الذين قال عن مقولتهم الكفر الأكبر توقف في تكفير بعض أعيانهم وتنزيل الحكم عليهم كبعض الخلفاء، أليس كذلك؟

إذن فالعلماء قديماً وحديثاً في حكم المنتسبين الى هذه الفرق لا يحكمون عليهم حكماً واحداً ولكن يفصلون، لأن قد ينتسب إليهم من يكون مقلداً، قد ينتسب إليهم من يكون جاهلاً، قد  ينتسب إليهم من لم تقم عليه حجة الله، إلى غير ذلك، فهذا من عدل ومن ممادح أهل السنة

فكذلك هذه الجماعات الحكم على أفرادها يرجع الى نوع الجماعة، فجماعة مثلاً الإخوان والتبليغ أظهر في البدعة، ولذلك تكون من البدع الظاهرة التي قد يلحقها بعض أهل العلم بالبدع الظاهرة الكبيرة التي من انتسب إليها صار معلوماً أنه مبتدع، وهكذا، إذا فهذا الترتيب ترتيب صحيح وحكم صحيح وواضح بفضل الله تبارك وتعالى

ولكن هل يلزم من قول أهل السنة هذا هل يلزم من قولهم هذا أن من كان من الطوائف تنتسب إلى السنة بقدر وهي امتداد للفرق أو للإخوان أو غيرهم - كجماعة عبد الخالق "التراث" - فهل يلزم من ذلك كما تقدم بيانه أن كل من انتسب إلى هذه الجماعة مبتدع؟ لا طبعاً، هذا لم يقله أحد حسب علمي ولا يعتقده أحد منا أو من إخواننا الذين نعرفهم، ومع هذا؛ مع أننا لم نعتقد ذلك ولم نقله في يوم من الأيام ولا أعلم معتقداً له بهذا الإطلاق طالما قرأنا وقرأنا وقرأنا أن هؤلاء يقولون: "كل تراثي مبتدع"!

كون البعض يقول ذلك شيء، وكونه يستشري في الناس هذا الاستشراء دون أي بينة وبما يخالف الواقع  والاعتقاد فهذا يدل على أمر في الحقيقة مؤسف، وهذا الأمر المؤسف هو في الحقيقة من مبادئ الفرقة، هذا الأمر المؤسف من مبادئ الفرقة، لأن الفرقة بم تبتدئ؟ الفرقة تبتدئ بالبغي والظلم، كما قال الله تعالى: "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلفوا فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البيات بغياً بينهم" فإذا وقع البغي هنا تبدأ الفرقة، لأن البغي ظلم، فما بالك إذا كان هذا البغي مبناه الكذب؟

إذا فلا يلزم من قول أهل العلم والسنة في هذه الجماعات ما قالوا هذا اللازم الذي يلزمه إياه بعض الناس هداهم الله تبارك وتعالى أبداً، لكن هم يلزمهم أن يقولوا بأن هذه الجماعات ليست بفرق وأن الخلاف معها ليس في سنة وبدعة، لماذا يلزمهم هذا؟ لأنهم يزعمون أن من أعيانها ورؤوسها من يكون خيراً من أهل السنة ! وهل هذا يتحقق إذ لم تكن هذه الجماعة على أصول السنة فكيف يتحقق أن يكون منها وفيها قائم فيها من أعيانها أن يكون على السنة بل هو خير من بعض أهل السنة وأعلم؟ فهنا يلزم من قولهم هذا على هؤلاء الأعيان أن يكون خلافهم مع هذه الجماعات ليس خلاف سنة وبدعة، وإلا صاروا متناقضين

مزيد من الشرح أو التوضيح؛ لأن هذه المسألة يحسن أن تفهم على وجهها الصحيح أنت عندك قول وعندك لازم لهذا القول، طبعاً كلام الله جل وعلا؛ كلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الكلام المعصوم التام الكامل الذي لا يأتيه لفساد لا من بين يديه ولا من خلفه "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً"، كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم كامل، فأي دلالة دل عليها لفظ في محكم التنزيل أو في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أي نوع من الدلالة دلالة منطوق، دلالة مفهوم، دلالة مجملة، إلى غير ذلك من أنواع الدلالات أي دلالة فهي حق يجب أن يعتقد ويجب أن يؤمن به، لماذا؟ لأنه كلام معصوم، وحي، لكن هذه الصفة وهذا الحكم ليس إلا في كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا الحكم يتعلق بكلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه من لدن حكيم خبير، ولذلك النبي صلى الله عليه و سلم قال: "اكتب فو الذي نفسي بيده لا يخرج منه إلا حق"، وأشار إلى فمه الشريف صلى الله عليه وسلم، فالقرآن والسنة أينما تصرفت ألفاظهما ودلالتهما فهي حقة، فيحمل مجمله على مفصله، ويخص عامه بخاصه، ويقيد مطلقه بمقيد، وهكذا، لأنه كله حق، نعم منه المحكم ومنه المتشابه منه الأمات ومنه الأخرى هذا باب آخر، وصنيع أهل البدع يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، لكن كلام البشر من العلماء أو غيرهم لا يشمله أحكام كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم، هذه واحدة

النقطة الثانية: أن كلام الإنسان إذا كان يلزم منه معنى فهذا اللازم إن كان كلامه حقاً وكان يلتزم هذا اللازم إذا علمه فإنه يُنسب إليه، لأنه يعلم أنه يلتزمه، كما قال الشافعي مثلاً: "إذا صح الحديث فهو مذهبي"، يلتزم في المسألة يوقفها على صحة الحديث، فإذا صح الحديث إذن لأنه أظهر أنه ملتزم بهذا اللازم الحق من كلامه إذا فإذا كان اللازم من الكلام حقاً وكان صاحبه يلتزمه فقد ينسب إليه، قد ينسب إليه على تفصيل طبعاً

طيب إذا كان كلامٌ لزم منه باطل فهل يصح أن ينسب هذا الباطل إلى قائله إذ لم يلتزمه؟ لا، لأنك هنا تظلمه، قد يكون ما خطر في باله، قد يكون جهل لازم قوله، البشر الإنسان ضعيف، من أعجب صور هذا الضعف والتي ضرب بها المثل الإمام ابن تيمية رحمه الله انه قال أنه قرأ لبعض المصنفين فوجده يقرر في أول كتابه شيئا ثم يقرر في آخره ما يناقض أوله في كتاب واحد لمصنف واحد! هذا البشر

فإذا كان ثمة قول لزم منه باطل فهل تلزم القائل به؟ لا، لا تلزمه إلا إذا علمت أنه يلتزمه، لكن نعم هل يكون ذلك دليل على تناقضه؟ نعم يكون دليلاً على تناقضه وعلى ضعف قوله، لأن هذا القول الذي يقوله لزم منه باطل، فهذا الباطل ما يصير على طول تلزمه فيه، لأنك تظلمه بهذه الطريقة، لكن كونك تذكره في موضع المناظرة أو في موضع الاستشهاد على أن قوله باطل: طبعاً، فبم تبطل الأقوال؟ هذا من أحسن الطرق في إبطال الأقوال الخطأ؛ بيان ما يلزم منها من خطأ، وما يحصل فيها من تناقض

إذا فحين يقول صاحب السنة إن هذه الجماعات عبد الخالق، سيد قطب، حسن البنا، من انتسب إليهم وتفرع منهم وتولد منهم من ألوف الجماعات في الأرض اليوم، ليست المسألة جماعة أو جماعتين، حين يقول القائل إنهم مخالفون لأصول السنة يكون خلافه معهم خلافاً في أصول السنة، فحين يعاملهم على هذا الأصل يكون ذلك مطابقاً لاعتقاده ومطابقاً لما كان عليه السلف الصالح رحمهم الله تعالى، يعني السلف الصالح رحمهم الله تعالى ملتزمون بهذا اللازم في معاملة الفرق و البدع والأهواء، لكن أعيان الأشخاص المنتسبين إلى هذه الطوائف هذا أمر آخر، قد يكون فيهم المسترشد فيُرشد، قد يكون من عنده الشبهة يريد أن يخلص نفسه منها فيُخلص منها، قد يكون فيهم وفيهم إلى آخره، وقد يوجد فيهم الباغي المعتدي الظالم الطاغي الذي يطعن في أهل السنة ويتكلم عليهم وينافح عمن يعلم عدم نصحه في السنة فمثل هذا يُعامل بما يليق به

إذا فهذه مسألة أرجو أن تكون واضحة وبينة، وأسأل الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا وإياكم والسامعين هداة مهتدين، وأسأله تبارك وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأسأل الله تبارك وتعالى أن من بُلي بشيء من اتباع الهوى أو من الظلم والبغي أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى، فليست المسألة هي ظلم أهل السنة إنما ظلمه لنفسه الذي يلزم منه أن يجازى عليه فلعله أن يصاب في قلبه فيزيغ الله قلبه عن السنة بعد إذ هداه إليها، وهذا أمر يشق علينا أن نرى فئاماً من الناس وإخواناً يشاركوننا في كثير من الأصول والمشايخ ثم يأبون إلا البغي علينا والظلم لنا بالكذب والافتراء، ويتواطؤ جموعهم على ذلك ولا يرعوون ولا يراجعون، فإنهم في الحقيقة لا يظلموننا فنحن لا يضرنا خلاف من يخالفنا ولا نزاع من ينازعنا، لماذا؟ لأننا ماضون في طريقنا بفضل الله تبارك وتعالى صابرون محتسبين إن شاء الله، ونعلم أن ما نحن عليه هو اعتقاد أئمتنا وعلمائنا اليوم، فلذلك لا يضرنا خلافهم ولا نزاعهم، لأنه إن شاء الله وفيما نسأل الله ليس لنا مطمح وليس لنا ملمح في شيء من الرئاسة الدينية أو غيرها، ولكن نشفق على أناس قد أعفوا لحاهم وقصروا أزرهم وعظموا الأئمة ابن باز وابن عثيمين والألباني ثم تجد عندهم شيئاً من الاضطراب وشيئاً من الميل إلى شيء من الأهواء أو تخفيف حدة النزاع مع الجماعات مع الشدة والغلظة على إخوانهم، مع أنهم يقلبون علينا ظهر المجن ويزعمون أننا الغالين فيهم أو المتشددين عليهم، وحاشا لله تبارك وتعالى، فإننا نريد من الله تبارك وتعالى ونسأله أن يوفقنا إلى الصبر عليهم والرفق بهم

وما نصنع ما نصنع ونقول ما نقول إلا لحق الله علينا، وإلا لقد علم الجميع سكوتنا لسنين وسنين، وهذا أمر شاق على النفس؛ كون الإنسان يستطيع أن يتكلم بخير يعود عليه وعلى غيره بالفائدة ثم يسكت عنه فإن هذا حرمان لنفسه شيء من الخير، لكننا أعرضنا وصبرنا رجاء أن يثوبوا إلى رشدهم أو أن يرجعوا عن غيهم، لكن مع الأسف نجد أن بعض الناس فيهم خاصة ذلكم الكذاب الإخواني المذهب المتستر لا يريد أن تحيى السنة وتجتمع القلوب عليها، فلا يزال يثير الإحن والمحن لأنه ليس في صالح هواه وليس في صالح طريقه أن تستتب الأمور ولا أن يرجع الناس إلى الحق والتمسك به

ولذلك نُقل إليّ أن هذا الرجل بالأمس - وأقول بالأمس وليس الأمس القريب - قال في بعض حلقه حين ذكر بعضُ الأئمة غلظةَ البدع على المعاصي فعلق مستغلاً هذه المساحة ودخل هنا يعلق حتى يثير الأمور على أشدها؛ فيحمل الناس على الفتنة والشر، ونحن نقول لا، لا لن نمكنك من أن تضل الناس بغير ما تقوم به الحجة، لن نجعلك بأسلوبك الماكر وعباراتك الناعمة التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب؛ تلكم العبارات المعسولة الناعمة التي يغلف بها هذا الرجل - وقى الله أهل السنة شره وشاكلته - خطابه وتنطلي على كثير من الناس، فنقول له لن نمكنك أن تضل مبتغياً للحق طالباً للرشد مبتغياً للسنة، بل إننا سنعين إخواننا هؤلاء بما نستطيع حتى ننقذهم من تلابيبك مثلما أنقذهم الله جل وعلا من ضلالات الجماعات

فأسأل الله تبارك وتعالى أن يكفي شر هذا الرجل أو أن يهديه هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم

http://t.co/LudBH67Q6Z