السبت، يونيو 23، 2012

نواب مجلس الأمة ليسوا ولاة امر..وليسوا من اهل الشورى..بل هم حجر عثرة في طريق ولاة الامر


السؤال:
هناك من يقول ان نواب البرلمان هم ولاة امر لهم السمع والطاع ويستدل لذلك ويسمونهم السلطة التشريعية فهل هذا صحيح؟ نرجو البيان


جواب الشيخ طارق السبيعي حفظه الله:


نواب مجلس الامة ليسوا ولاة امر، طبعا هم ليسوا ولاة امر، ولم يستمدوا سلطتهم من الدولة، لو كانوا هم امتدادا للسلطة وامتدادا لولي الامر نقول نعم، ونائب الأمير له نفس الاحكام طالما انه ينفذ احكام الامير فيجب له السمع والطاعة، يعني السمع والطاعه يكون للامير ولنوابه الذين يعملون بأمره وينفذون أوامره ، هؤلاء لهم نفس الاحكام.


لكن حتى لو قدر ان بعض نواب الامير _ يعني نواب الامير من يدخلون في الحكم ويعملون تحت امره _ لو كان يعمل لمصلحته فهذا خائن لا نطيعه حتى لو كان وزيرا، وزير يعمل لمصلحته فهذا يخون الأمير، ما يعمل بانفاذ امر الامير، فهنا ما نقول نسمع له ونطيع لأنه وزير، لا، هنا هذا في خيانته ليس نائبا للأمير على كل حال هذه مسألة ثانية.


المهم ان نواب مجلس الامة هم ليسوا نوابا للأمير، إنما اتوا من الشعب يعني استمدوا سلطتهم من الشعب فهم ليسيوا نواب الأمير


وليسوا ايضا من اهل الشورى، بعضهم يحاول ان يلبس ويجعل مجلس الشعب او مجلس الأمة البرلمان هم اهل الشورى في الإسلام فيقول هذا النظام اسلامي مشروع


والفرق كبير جدا :


الاول ماذكرناه وان اهل الشورى من يختارهم الامام، في الاسلام عندنا اهل الشورى يختارهم الامام من اهل الحل والعقد ومن أهل الرأي فيستشيرهم، هؤلاء هم اهل الشورى، اما في النظام البرلماني هم اناس يختارهم الناس رغما عن الامير ورغما عن الامام فليس هؤلاء هم اهل الشورى


ثانيا اهل الشورى الذين يشاورهم الامام هم مهمتهم اسداء المشورة للامام، واما هؤلاء ليس مهمتهم المشورة، مهمتهم المحاسبة والمراقبة، فان السلطة التشريعية مهمتها المحاسبة والمراقبة، ولذلك هم حجر عثرة في طريق ولاة الأمر ، وهم غصة في حلوق الامام يقفون في وجهه ويسلبون جزءا من سلطته، فهم ليسوا اهل شورى وانما هم اهل محاسبة واهل مراقبة واهل تنحية ايضا يستجوبون وينزعون الثقة
اما اهل الشورى في الاسلام فهم الذين يشاورهم الإمام وليس الذين يحاسبون الامام


وايضا الشورى في الاسلام ليست ملزمة، يعني ممكن الامام يشاور ثم بعد ذلك يختار مايشاء، أما هؤلاء يجعلون رأيهم شرطا في صحة أي قرار يصدره الإمام، فالإمام اذا اصدر قرارا لابد ان يمر على مجلس الامة للسلطة التشريعية فاذا رفضوه لايمر.


فالفروقات كثيرة جدا وليس هذا من باب الشورى ابدا وانما هو نظام معروف نظام عالمي شائع اخذوه من الكفار على ما هو عليه من علاته وعلى تناقضاته مع الاسلام.


هذا النظام الذي هو فصل بين السلطات، ليس في الاسلام فصل بين السلطات ،بينما في النظم الحديثة هناك سلطات متعددة ولابد من الفصل بينها: السلطة التشريعية، السلطة التنفيذية، السلطة القضائية، بل اكثر من ذلك هناك سلطات غير منصوصة ولكنها معتبرة في النظم الحديثة كسلطات المجتمع المدني كالنقابات والاتحادات وغيرها والصحافة ووسائل الاعلام كلها تعتبر سلطات موزعة


فالامام ما يملك السلطة، ولذلك فهو ما يملك ان يغلق صحيفة لأنها هذه سلطة قائمة بذاتها مايملك ان يغلق الصحيفة الا اذا خالفت القانون، فهنا الفصل بين السلطات هو نظام غربي اخذ من الكفار فليس من الاسلام في شيء، ولذلك ما نقول انهم ولاة امر


من الامور التي يستحب التنبيه اليها ان الخطورة في مثل هذه الأمور لاتكون بمجرد المخالفة للشرع، ولكن الخطورة في هذه الأمور هو ان يقوم هؤلاء المنتسبون للاسلام بتحريف الدين وتغيير الدين ليتفق مع هذه المبادئ


فتحريف الدين من أعظم الشرور في الدين، من اعظم الشرور تحريف الدين، وقد جعله الله عزوجل اشد من الكفر كما قال تعالى:
"قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن" -الفواحش: المعاصي


"والاثم والبغي بغير الحق" _التعدي على الناس.


"وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا" _الشرك.


"وأن تقولوا على الله مالا تعلمون" _تغيير الدين.


فتغيير الدين "وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون"، تقول هذا من دين الإسلام، السلطة التشريعية هذه هي الشورى تغير حكم الله عزوجل وتبدله هذا اعظم من الشرك، لأن هذا هو أكبر شرك وقع على وجه الارض، تبديل دين الله عز وجل.


فاليوم الذي يتعرض له الإسلام والمسلمون من تبديل الدين ليتوافق مع هذه النظم الحديثة وتطويع الدين وترويضه ليتوافق مع هذه القيم الحديثة من فصل السلطات، من التبادل السلمي للسلطة، من الديموقراطية، من الانتخابات، من السيادة للشعب، من النظام الدستوري، كل هذا من تبديل الدين، وهو اخطر ما يتعرض له الإسلام اليوم.


للإستماع



الثلاثاء، يونيو 19، 2012

ثناء الشيخ أحمد النجمي رحمه الله على الشيخ عبيد الجابري

سئل الشيخ أحمد النجمي رحمه الله تعالى:

أحسن الله إليكم هذا سائل من هولندا يقول:

شيخنا حفظكم الله عندنا داعية في هولندا يزعم ان الشيخ عبيد الجابري و الشيخ صالح السحيمي و الشيخ محمد بن هادي المدخلي ليسوا بعلماء، وانما هم من طلاب العلم، واذا اتيناه بكلام الشيخ ربيع المدخلي او اي شيخ من المشايخ يقول أريد كلام العباد لانه اكبر منهما بالعلم ....

فأجاب:

أقول قول هذا الرجل قول إنسان متعمد يريد أن يطيح بالسلفيين كلهم ولا يبقي منهم إلا واحد او اثنين، وقد يكون يأتي مرة اخرى ويقول انا ما اقبلهم فهل المسألة متوقفة على قبولك؟ من أنت يا هذا؟ كلامه هذا كلام سفه.

الذي يقول هذا الكلام عبيد الجابري ومحمد بن هادي وصالح السحيمي هؤلاء ليسوا بعلماء كيف هالكلام!؟

علماء يدرسون في الجامعه الاسلامية من مدة طويلة يعني بعضها عشرين سنة وبعضها اكثر ومع ذلك يقول هؤلاء ليسوا بعلماء! من انت يا هذا حتى تقول هذا الكلام؟

هل انت صالح للانتقاد؟ انت بهذا هذا الانتقاد هذا الانتقاد يدل على انك متعمد وانك سفيه وانك لست من اهل العلم

هؤلاء المشائخ مشائخ اهل سنة يجب الاخذ باقوالهم

أما كون الانسان يغلط فما احد يسلم من الغلط كل انسان يخطئ

اذا حصل من انسان خطأ يجب عليه هو نفسه ان يعترف بالخطأ ثم بعد ذلك اذا رد عليه يتنبه ويعترف بالحق


للاستماع

رد العلامة عبيد الجابري على عبدالله الشريكة/ هل يسوغ لنواب الشعب انتقاد ولاة أمرهم؟


السائل : أحسن الله إليكم , ما الذي يفيده حديث " من أراد أن ينصح لذي سلطان " .. الحديث , وهل يدخل في هذا الحديث من يختارهم الشعب نواباً عنه فإن بعض الناس يسوغ لهم انتقاد ولاة الأمر , ويقول : لأنهم ولاة أمر , وقد شاع هذا القول عن الدكتور عبد الله بن مفلح الرشيدي , المعروف بالشريكة .


الشيخ عبيد الجابري :
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد :


فسياق هذا الحديث كاملاً - وهو صحيح بمجموع طرقه - ; أخرجه أحمد وابن أبي عاصم في السنة وغيرهما وصححه الإمام العلامة المحدث الشيخ ناصر رحمه الله


[ من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية , وليخلوا به وليأخذ بيده , فإن قبلها قبلها , وإن ردها فقد أدى ما عليه ]


فهذا الحديث يفيد:-


أولاً : السرية التامة في مناصحة ولي الأمر وكذلك نوابه , حتى عن أقرب الناس إليه إن أمكن .ويفيد ثانياً : براءة الذمة بمناصحة ولي الأمر على هذا الوجه الذي تضمنه الحديث , وأنه ليس ملزماً بقبول الحاكم نصيحته , فالذمة تبرأ بمجرد نصحه , على هذا الوجه الذي تضمنه الحديث .ويفيد ثالثاً : بأنه لا وجه آخر , يسلك في مناصحة ولي الأمر , وبهذا يعلم : أن ما ينتهجه بعض الناس في وسائل الإعلام مرئية أو مقروءة أو مسموعة , وكذلك في الخطب والندوات والمحاضرات من إشاعة أخطاء ذوي السلطان والتشهير بهم , بأنه ليس من السنة في شيء , بل هو مسلك الخوارج القاعدية أو القعدية وقد حذر منهم أئمة أهل السنة .
ولا تزال لهم رؤوس في كل زمان ومكان , وكل ما طلع منهم رأس ورفع أحد منهم عقيرته بالباطل , هيأ الله له رجلاً أو رجالاً من أهل السنة يردون باطله ,وهذا إن شاء الله مصداقه في الحديث الذي لا يقل عن درجة الحسن


[ يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله , فينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهيلن ]


جعلنا الله و إياكم منهم ومعهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
فإذا تقرر هذا فهاهنا أمران :
الأمر الأول : أن هؤلاء النواب - حسب علمي - اختارهم الشعب , ولم يعينهم الامير ولكن وافق عليهم .
ثانياً : أن هولاء ليسوا ولاة أمر , بل هم نواب عن الشعب ينقلون مطالبه إلى الحاكم , فكان من الواجبات عليهم .
أولاً : أن يصدقوا الحكام والمحكوم بالنصيحة .
وثانياً : إذا كانت هناك أخطاء من الحاكم , أن يناصحوه سراً .
ثالثا: إذا ادعت الطائفة المنوبة لهؤلاء النواب أو ادعى الشعب مظالم , أن يتحروا بالنظر فيها ليقفوا على ما هو صحيح وما هو فاسد وما هو من قبيل الحقيقة وما هو من قبيل اللجلجة , والجدال , والكذب.
فإذا تأكدت عندهم المظالم رفعوها إلى الحاكم وأبدوا رأيهم , وحضوه على إزالة هذه المظالم والواجب عليهم أن يكون هذا سراً ببينهم وبين الحاكم , فإن هذا مما يقتضيه الحديث.
ويحرم عليهم أن يشيعوا أخطاء الحكام , سواء كان الحكام الأعلى في الدولة او نائبة أو رئيس حكومته أو الوزراء أو غيرهم ممن له ولاية .
بل عليهم أن يتقوا الله عز وجل , وأن يكونوا مع علماء المسلمين , سعياً في جمع الكلمة على من ولاه الله أمرهم . وأن يدرؤوا ما استطاعوا الفرقة وإيجاد الهوة بين الحاكم والمحكوم .ونحن عندما نقول هذا , ليس هذا من عندنا , بل هذا والله وبالله وتالله , مما ورثناه عن أئمة أهل السنة الذين بنوا قواعدهم في العبادة والمعاملة والسلوك مع الغير على الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح.
والأمر الثاني : هذا الذي أشيع عن الدكتور عبد الله بن مفلح الرشيدي المعروف بالشريكة , هذا ليس بمستغرباً عليه فقد ظهر لنا بالأدلة أن الرجل إخواني وإنما يتمسح بالشيخ فلاح وغيره في الكويت , للكيد بأهل السنة هناك. فيجب الحذر منه , وعندي أشياء تثبت كذبه .


هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


أملاه عبيد بن عبد الله بن سليمان المدرس بالجامعة الإسلامية سابقاً
صباح الخميس الرابع والعشرين من شهر رجب عام 1433ه
الموافق للرابع عشر من شهر يونيو 2012
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الرابط للاستماع