الثلاثاء، سبتمبر 10، 2013

خَطَرُ الانجِرَاف في بِدعَةِ فِقهِ الوَاقِعِ عَلَى صَاحِبِ السُّنَّة / الشيخ أحمد السبيعي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعدُ فهذه جملة من الفوائد التي أفاد بها الشَّيخ أحمَد السّبيعِي حفظه الله :-


(فقه الواقع) بهذا اللفظ إنما ابتدعته الجماعات السياسية – خاصة ناصر العمر الذي قال عنه عائض القرني إنه أول من وضع علم فقه الواقع كما أن الشافعي أول من جرد الكلام على علم أصول الفقه! -

مع التنبيه أنه قد جرى على لسان بعض أهل العلم التنصيص على فقه الواقع بمعنى آخر غير المعنى الذي يريده أهل البدع والأهواء، كما في الطرق الحكمية لابن القيم[1] وما ذكره الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى؛ فإن المراد فقه واقع المسائل التي يُسأل عنها وإدراكها قبل الحكم فيها، وهذا مختلف عما أقيمت المحاضرة من أجله وهو فقه الواقع عند أهل البدع..

تنبيه لصاحب السنة

قد وقع لبعض المنتسبين للسنة في هذا الباب خلط وخطأ كبير بسبب وجود الثورات اليوم والوسائل الحديثة بين يديه وتأثير العامة عليه، فصار يشكك في بعض أصول السنة المجمع عليها كالمناصحة السرية لولي الأمر وغيرها من مسائل اتفاقية عند أهل السنة، فصار يشكك بها ويخلط فيها

فالبعض بدلاً من أن يؤثر بالعامة بنشر السنة بينهم تجده يتأثر بهم بالجهل حتى يصل إلى أن يُحدث أقوالاً باطلة ولربما نسبها إلى السنة والعياذ بالله، فلابد لصاحب السنة أن ينتبه لهذا..

---
الأمور التي ترتبط بمصلحة الدين قسمان:

الأول: أمور ظاهرة يشترك فيها عامة الناس، تكون الحاجة فيها إلى العلم بالكتاب والسنة

الثاني: أمور ترتبط بالمصالح العامة للمسلمين كالمتعلقة بالحرب و السلم والدماء ونحو ذلك، فهذه مرجعها إلى الأمراء و العلماء أهل الحل و العقد، وليس لعامة الناس أن يخوضوا فيها

وقد ذكر شيخ الإسلام في المنهاج كلاماً معناه: إن أهل السنة يخبرون   بالواقع ويأمرون بالواجب، فالمصلحة الدينية هي في تعلم الواجب لا بالانشغال في تتبع الأخبار والواقع.
---

فقه الواقع ليس له ثمرة حقيقة إنما المراد منه أن يتدين الإنسان على طريقة الجماعات السياسية، وهذا مذكور في كتبهم – كما في كتاب الدعوة الفردية لمشهور (المرشد العام للإخوان السابق) ففيه إن المراد من فقه الواقع أن يوجدوا مسلماً عصرانياً يتفاعل مع الأحداث الواقع!!

---
من مفاسد فقه الواقع: أنها تغيض قلوب المسلمين وتحزنهم، والله عز وجل يقول: "ولا تحزن عليهم ولا تكُ في ضيق مما يمكرون"، فالحزن كما قال شيخ الإسلام إنه لا يأتي بخير، فكيف بإنسان يتقصد إحزان الناس بجلب الأخبار المحزنة لهم؟!

---

الكلام المجمل أمره كما قال شيخ الإسلام رحمه الله في منهاج السنة: "وأما الألفاظ المجملة فالكلام فيها بالنفي والإثبات دون الاستفصال يوقع في الجهل و الضلال، والفتن و الخبال، و القيل والقال"

---


[1] قال ابن القيم في الطرق الحكمية: "فها هنا نوعان من الفقه لابد للحاكم منهما: فقه في أحكام الحوادث الكلية، وفقه في نفس الواقع وأحوال الناس يميز به بين الصادق والكاذب والمحق والمبطل ثم يطابق بين هذا وهذا فيعطى الواقع حكمه من الواجب، ولا يجعل الواجب مخالفا للواقع


المصدر: