الجمعة، نوفمبر 22، 2013

رد على سؤال لماذا تجعلون أنفسكم أنتم أهل الحق؟ ومن لم يكن معكم يكون متذبذباً؟

يقول قائل: "إذا قيل لك لماذا تجعلون أنفسكم أنتم أهل الحق؟ ومن لم يكن معكم يكون متذبذباً؟"
 هذا سؤال السائل، فلذلك أحببت أن أطرح السؤال كما جاء من صياغة السائل نفسه
 
جواب الشيخ أحمد السبيعي حفظه الله تعالى:
أولاً بفضل الله عز وجل لا يوجد عندنا "معنا وعلينا" كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فليس عند أهل السنة "معي وعلي" بالمعنى الموجود عند أهل الأهواء، فهذا الأمر أصلاً غير موجود، إنما هو مبني على سوء الظن
الأمر الثاني :أن من يدعو إلى الحق أو من يبين السنة يجب عليه أن يكون على يقين فيما يدعو إليه كما وصف النبي ﷺ في الحديث الذي جاء في صدر مجلسنا هذا على لسان الشيخ خالد وفقه الله: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين"، ولذلك قال ربنا جل وعلا : "إلا من شهد بالحق وهم يعلمون"، فمن لم يستيقن من نفسه أنه على حق فكيف يدل الناس على حق؟
ولكن قضية تحقيق هذا الحق من جهة الإخلاص فيه ومن جهة تقوى الله جل وعلا فهذا هو الأمر الباطن الذي يكون بين العبد وبين ربه، أما ما يجري من الكلام في لسان العلم وما يظهر من مسائله فهذا أمر يحاكم عليه الناس ويحاسبون عليه، فلا بد من أن يكون المسلم صاحب السنة مستيقناً لهذا الحق
وكذلك فنحن في مثل هذه الأبواب إنما نجري تبعاً ومستفيدين من أهل العلم من قبلنا ومن بعدنا ومن إخواننا ومن غير ذلك
فالمقصود أن دعوى هذا الأمر "لماذا تجعلون من ليس معكم": الحمد لله كل أهل السنة معنا بفضل الله عز وجل، ما نعلم صاحب سنة صادق في الأرض متبع للحق إلا  وبيننا وبينه  اشتراك في هذه السنة والحق، بغض  النظر عن المسائل التي نتفق عليها مما يمكن أن يختلف فيه من مسائل الاجتهاد أو غير ذلك، ولكن هؤلاء الذين نحن ننبزهم بهذا اللقب بعدل فنحن عادلين، بل بالعكس نحن نأخذ بالحكمة بفضل الله جل وعلا وحلماء معهم في أن نستعمل معهم هذا اللفظ حتى نعطيهم الفرصة للمراجعة حتى لا يضيع الشباب الذين بين أيديهم
فهذا الذي أقوله جواباً، ولكن أحببت تأكيدا للمسألتين - مسألة الفرق بين اجتهاد العالم في مسألة معينة وبين فعل هؤلاء القوم -:
أن العالم يجتهد في مسألة معينة، في شخص معين، في زمن معين، أما هؤلاء فتجدهم على مر الزمان مع مختلف المسائل مع مختلف الأعيان يجري منهم على أهل السنة نفس الفتن ونفس المحن فهذا فارق كبير يتضح به الفرق، أن هؤلاء غير مجتهدين وأنهم ليس لهم شأن بطريقة أهل العلم
العالم يتردد في مسألة ممكن، يتردد في معين ممكن، يتردد في وقت دون آخر، يعني يبحث، لكن أن يكون ذلك هدياً وسمتاً!! منذ عشرين سنة ونحن كلما طرأ طارئ يخون السنة ويتصدى له أهل العلم وقفوا هؤلاء في البداية معه، ثم توسطوا، ثم، ثم، ثم، ويحصل منهم كل مرة نفس الفتن! فهذا يدل على أن بناءهم أمرهم ليس هو على العلم والسنة ومصلحتها، وهذا أمر واضح بفضل الله تبارك وتعالى
 
http://www.salafi.ws/ahmed_alsb3e/am-6.mp3